"فيروس نيباه: الوباء المُرعب": معلومات مُضلّلة ومُتناقضة.. وتهويل

"فيروس نيباه: الوباء المُرعب": معلومات مُضلّلة ومُتناقضة.. وتهويل

  • 2021-01-31
  • 12

أكيد – مجدي قسوس 

 ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيّام القليلة الماضية بأخبارٍ حول بدء انتشار فيروس جديد يُسمّى "نيباه"، وأشارت وسائل إعلام إلى أنّ الفيروس بدأ انتشاره في الصين، و"قد يكون الوباء العالمي المحتَمَل، حتى قبل أن يتخطّى العالم جائحة فيروس كورونا المستجدّ".

وفي الوقت الذي تقوم فيه وسائل إعلام بإعادة نشر تقارير ومقالات وموادّ صحفيّة أخرى نقلاً عن وسائل عربيّة وعالميّة، تضاربت المعلومات، إلى حدّ وصل إلى معلومات متناقضة حول الفيروس في وسيلة الإعلام الواحدة، دون أن تدرك تلك الوسائل أثر ذلك على المتلقين، إذ سبَّبت تشويشًا للقارئ، وأدّت إلى إثارة الهلع بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

و ارتكبت وسائل إعلامٍ مخالفات مهنيّة بنشرها موادّ صحفيّة بعناوين قد تثير الهلع والرّعب. وفي خضم البحث عن الإثارة، نشرت وسائل إعلام مواد عدّة عن فيروس "نيباه" وأطلقت عليه أوصافًا متعددة، نذكر منها: "وباء مرعب"، "يقتل ثلاثة أرباع ضحاياه"، "وباء نيباه الفتّــــاك"، دون أن تعطي الوسائل الإعلاميّة أدنى أهميَّةً لمشاعر المتلقّين، وهي ممارسات غير مهنيّة وغير أخلاقيّة بهدف جذب المتابعين على حساب المصلحة العامّة.

ونقلت وسائل إعلام تقريرًا صدر عن "الغارديان" البريطانيّة، حذّر من تفشي فيروس نيباه في الصين، وهو ما نفته الصين مشيرةً إلى أنَّ "ربط هذا الفيروس بالصين أمر غير صحيح، لأنّ الفيروس موجود فى جنوب آسيا وليس في الصين تحديداً"، مؤكدة أنه "لا توجد أدلة تؤكد صحّة هذه الأخبار".

ويشير مستشارون ومختصّون في الأمراض المعديّة، في تصريحات صحفيّة، إلى أنَّ "نيباه" لا يرقى إلى شراسة "كورونا"، وأنَّه ليس شديدًا ولا مستجدًا. ويؤكد بحث أجراه "أكيد" صحّة ذلك، إذ تبيّن أنَّ فيروس "نيباه" ظهر لأول مرة في في ماليزيا وسنغافورة وبنغلاديش والهند، وسجّل (700) إصابة منذ العام 1998 وحتى 2018، ووفقًا لمنظمة الصحة العالميّة، فإنَّ العدوى بفيروس "نيباه" تتّسم بسمات سريريّة تتراوح بين حالات عديمة الأعراض ومتلازمة تنفسيّة حادة وحالة مميتة من حالات التهاب الدماغ. وبإمكان هذه العدوى أيضاً إحداث حالات مرضيّة بين الخنازير والحيوانات الداجنة الأخرى، كما لا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى ويتمثّل العلاج الأوّلي للحالات البشريّة في توفير الرعاية الداعمة بشكل مكثّف.

ويقترِح مرصد "أكيد" على وسائل الإعلام أن تتجنَّب استخدام صيغ المبالغة مثل وصف المرض بـ"الوباء" أو ربطه بنهاية العالم، فالهدف ليس نشر الهلع أو حصد المشاهدات، وإنما التوعية ونقل المعلومات الصحيحة، كما يشير المرصد إلى ضرورة الأخذ بتجارب الإعلام مع فيروس "كورونا"، وتجنُّب نقل المعلومات من مؤسّسات إعلاميّة عالميّة دون التحقّق، وعدم ربط المرض بمكانٍ جغرافيّ، كما يحدث في ملف "كورونا" حيث ارتكبت وترتكب وسائل إعلاميّة عدّة أخطاء مهنيّة ضمن تغطياتها ومعالجاتها الصحفيّة للجائحة.