أكيد – مجدي القسوس

نشرت وسيلة إعلام مقطعًا مصوَّرًا قالت عنه إنَّ "كوادر أمانة عمان اعتدت بالضرب على صاحب بسطة يعاني من إعاقة بالحركة أمام مسجد"، وذكرت أنَّها لم تقم بالتحقّق من صحّة الفيديو أو تاريخه، وظهرت بشكلٍ واضح ملامح "صاحب البسطة" الذي تحدَّثت عنه وسيلة الإعلام، وهو ما يمثّل مخالفة مهنيّة.

وفي الوقت الذي سعت فيه وسيلة إعلام إلى التحقُّق من الفيديو، أخفقت وسيلة أخرى قامت بنشر المقطع دون تغطية وجه "صاحب البسطة" الذي يُعاني من إعاقة حركيّة، على حدّ قولها، وأظهرته بحالة ضعف، إذ لا يُضيف إظهار الشخص والتعرُّف على ملامحه أيّة قيمة إخباريّة للمادّة، ما يشكّل مخالفة مهنيّة متمثّلة بالتعدّي على الحياة الخاصّة وعدم احترام سريّة الأمور الخاصة بالمواطنين.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ الأصل في مثل تلك الحالات، أن تقوم وسيلة الإعلام بدورها الإنساني بتسليط الضوء على مثل تلك الوقائع، والانتهاكات بحق ذوي الإعاقة – إن وُجدت – ولكن مع تغطية الوجوه، أو أخذ لقطة ثابتة من المقطع (screenshot)  حفاظاً على خصوصيّة الأفراد، وما يتماشى مع التغطية المهنيّة لقضايا حقوق الإنسان، بما فيها قضايا ذوي الإعاقة.

وقد أشار "أكيد" في تقريرٍ سابق إلى بعض التوصيات الإعلاميّة لتناوُل قضايا ذوي الإعاقة، بمهنيّة، في الإعلام.

حقيقة الفيديو

وسارعت وسيلة إعلام محليّة إلى التحقّق من الفيديو، في ممارسة فُضلى، وأشارت من خلال  الناطق الاعلامي لأمانة عمان الكبرى إلى أنَّ كوادر دائرة ضبط البيع العشوائي نفذت حملة على البسطات المخالفة، وقامت بمصادرة عدد من البسطات المخالِفة بإسناد من الأمن العام وقوات الدرك، ولم تقُم بالاعتداء على أحد.

وأوضح الناطق الإعلامي أنَّ الفيديو المتداوَل على مواقع التواصل فيه تحريض لواقعة "غير صحيحة"؛ لأنَّ الكوادر غادرت المكان بشكلٍ اعتيادي عند انتهاء حملتها، من دون حدوث أيّة اشتباكات.