عمَّان 25 نيسان (أكيد) - عُلا القارصلي- تحولت قضية الكلاب الضَّالة في الأشهر الأولى من العام 2023 إلى قضية رأي عام، وانشغلت بها وسائل الإعلام، والرأي العام، والجهات الحكومية، ومجلس النواب.
عملت وسائل إعلام على عرض مختلف وجهات نظر القوى الفاعلة في هذه القضية، وطرحت حلولًا لها، لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك توافقًا من الجهات المعنية على الحل الأمثل، ما يشي بأن هذه المشكلة ستبقى عالقة إلى أن تنهض الجهات المعنية بمسؤولياتها في تبني حلول مناسبة وتطبيقها.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام لقضية الكلاب الضالة، وغطّى الرصد ثلاثة أشهر امتدت من اليوم الأول من عام 2023 وحتى 31 آذار، وشمل 14 وسيلة إعلام، توزّعت بين محطتين تلفزيونيتين، وصحيفتين يوميتين، وعشرة مواقع إخبارية إلكترونية.
وفّرت عملية الرصد عينة مكونة من 344 مادة من مختلف وسائل الإعلام، وهذا يعكس اهتمام وسائل الإعلام بهذه القضية، حيث ركزت 237 مادة منها 20 مقال رأي، بنسبة 68.9 بالمئة على أضرار الكلاب وحالات العقر، وعرضت 67 مادة بنسبة 19.5بالمئة حلولًا لحل المشكلة وطرق للوقاية من التعرض للعقر، و40 مادة بنسبة 11.6بالمئة دافعت عن الكلاب ووضعت فرضيات تُفسِّر زيادة عددها.
وفي إطار العينة التي رُصدت، تبين أنَّ النسبة الأكبر من التغطيات عرضت أضرار الكلاب وحالات العقر التي بلغت 946 حالة عقر في أول شهرين من العام 2023، لكنّ تلك التغطيات لم تكتفِ بحالات العقر في الأردن بل عرضت حالات عقر حدثت في دول أخرى أيضًا، ولوحظ أن الطريقة التي تُقدّم بها التغطيات تثير الرعب عند المتلقين، وتضع اللوم على الحكومة, وعلى التشريعات التي تمنع قتل الكلاب الضّالة، وهي الممارسة التي كانت تستخدمها البلديات في فترات سابقة للسيطرة على هذه الظاهرة. لكن عندما منع القانون قتل الكلاب الضّالة، وُضع برنامج خاص يطلق عليه (ABC)، وهو يعمل على استئصال الأعضاء التناسلية للكلاب ذكورًا وإناثًا وتطعيمها، وهو الحل الذي تتبناه أمانة عمّان الكبرى، واكّدت عليه العديد من وسائل الإعلام.
ورغم عرض حلول للمشكلة في الإعلام، لكن المعنيّين في العديد من البلديات، بحسب ما جاء في عديد التغطيات الإعلامية، يؤكدون أنَّ المشروع الحكومي المتمثل بجمع الكلاب وإرسالها إلى مراكز تجميع لتعقيمها وإعادتها إلى المكان الذي أخذت منه لا يحل المشكلة على المدى المنظور، وأنه فيما لو توفرت الإمكانيات لإقامته، يحتاج إلى سنين عديدة لكي تظهر نتيجته. ويؤكدون أن عمليات التعقيم لا يمكن أن تحد من عملية التكاثر التي تتم بمتواليات حسابية، وبمتوسط سبعة جراء لكل زوج من الكلاب الضّالة غير المعقّمة في أقل من سنة.
أما النسبة الأقل في العينة، فكانت هي المدافعة عن حقوق الكلاب، واتّهمت عامة الناس بأنهم غير قادرين على التعامل مع الكلاب الضالة، وطالبت بتدريبها والتعايش معها، وقدّمت بعض النصائح للتعامل مع الكلاب عند رؤيتها، تراعي حساسية الكلاب لأنماط التنفس، حيث كلّما كان صوت نَفَسِ الشخص عاليًا، فإنه يستفزّ الكلب فيصبح أكثر عدوانية، فيما يجعله الهدوء يتخلى عن عدوانيته.
والجدير بالذكر أن الإعلام قد وجّه الرأي العام ضد الكلاب والخوف منها، وعلى الرغم أن أبرز حالات العقر هي لأطفال، لكنه لم يوفّر أي مواد توعية متكاملة لتعامل الأطفال مع الكلاب. وتبقى الإشارة إلى أن الإعلام مطالب بحكم وظيفته الاجتماعية والرقابية أن يمارس دوره في متابعة هذه القضية مع أمانة عمّان الكبرى والبلديات كي تقوم بمسؤولياتها في هذا المجال بتطبيق أفضل الحلول دون تأخير أو تردّد لحماية السكان من عقر الكلاب الضالة، وفي الوقت نفسه توفير البيئة التي لا تكون فيها الكلاب عرضّة للأذى على يد الإنسان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني