"إفطار في كنيسة ومسلم ومسيحي في السَّلط".. وسائل إعلام تسمح بالكراهية في التَّعليقات

"إفطار في كنيسة ومسلم ومسيحي في السَّلط".. وسائل إعلام تسمح بالكراهية في التَّعليقات

  • 2023-04-07
  • 12

 

عمَّان 7 نيسان (أكيد)- نشرت وسائل إعلام محلية عديدة خبرًا حول تنظيم مأدبة إفطار لعدد من الصَّائمين في حرم إحدى الكنائس بمدينة السَّلط، مركز محافظة البلقاء. وتشير رسالة هذا التَّنظيم الأخلاقية إلى الإنسانية التي تحكم العلاقات بين النَّاس، لكنَّ وسائل إعلام عديدة انتهكت المعايير المهنية والأخلاقية وحتى القانونية عندما سمحت لأشخاص ببثّ خطاب كراهية كبير على منصَّاتها دون أن تقوم بدورها الذي يقضي بمنع مرور خطاب كهذا عبر بواباتها. 

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على مدار أربعة أيَّام ما نشرته وسائل إعلام محلية حول هذه القضية، وشمل هذا الرَّصد الصَّفحات العامة لهذه الوسائل على منصَّات التَّواصل الاجتماعي، والتي تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من محتوى وسيلة الإعلام، حيث تتحمل الوسيلة الإعلاميةالمسؤولية المهنية والأخلاقية والقانونية عن تعليقات الجمهور فيها، وتبين أنَّ هذه الوسائل قدَّمت نموذجًا سافرًا في انتهاك المعايير، وسمحت بحوارات وتفاعلات أسهمت بإذكاء خطاب كراهية كبير ينطوي على تمييز على أساس ديني.

ورصد (أكيد) تعليقات المتلقين على الأخبار التي نشرها عدد من الوسائل على منصَّات التواصل الاجتماعي، وتبين أنَّ هذه الوسائل لم تقم بدورها الأخلاقي والمهني بمنع مرور التَّعليقات السَّلبية التي لا تدخل تحت أيِّ ظرف ضمنبند حرية الرَّأي والتَّعبير، وبخاصة أنَّ هذه التَّعليقات لا يتم تحريرها وتنقيحها قبل نشرها، رغم أنَّ المعايير المهنية والأخلاقية تمنع نشر هذه التعليقات وما تحمله من كلمات تمييزية وعنصرية تؤجج الكراهية ضدَّ فئات المجتمع. 

وتبين لـ (أكيد) أنَّ مجموعات على تطبيق المحادثة بالهواتف الذكية واتساب، نقلت عددًا من التعليقات السَّلبية والتمييزية التي أُخذت نسخة عنها من صفحات تلك الوسائل، وقامت بتبادلها، وأسهمت بعملية نشر لعدد آخر من المتلقين، ولو أنَّ وسائل الإعلام ضبطت مرور تَّعليقات كهذه لمنعت مرور كل ما هو ضار إلى جمهور المتلقين. 

وتُلزم المعايير المهنية والقانونية ومواثيق الشَّرف الصَّحفية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان العاملين بوسائل الإعلام بمنع مرور أي خطاب كراهية ضد الآخرين، وتبيّن أنَّ مكافحته بكل الطرق واجب أخلاقي وقانوني، وأنَّ التَّساهل في منع هذا الخطاب يعني الإسهام بمنح المروّجين لخطاب الكراهية فرصة لمزيد من الانتهاكات. 

ويرى (أكيد) أنَّ من يكتب تعليقًا يحمل خطاب كراهية على منصَّات التَّواصل الاجتماعي يحتاج من وسيلة الإعلام حذفه مباشرة، وأن لا تبقى تراقب الحوار بين المعلقين بلغة كراهية كبيرة دون أن تتحرك مهنيًا وأخلاقيًا ضدَّهم، وهذا جزء من رسالتها الإعلامية النَّبيلة.