عمّان 9 تشرين الثاني (أكيد)- أفنان الماضي- تزامنًا مع الهجمة الشرسة للاحتلال على المنشآت الصحية في قطاع غزّة، وضع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ثلاث وسائل إعلامية محلية رئيسة مقروءة ومرئية ضمن عملية رصد، لاستكشاف الكيفية التي غطت بها وسائل الإعلام المحلي هذه القضية، وذلك في الفترة الواقعة بين 7-23 تشرين الأول، أي خلال 17 يومًا، ولأسبوع بعد الاعتداء على المستشفى المعمداني في غزّة، والذي راح ضحيته ما يزيد على 500 شهيد.
اطّلع (أكيد) على جميع المواد المنشورة ضمن التاريخ المذكور، ودقّق في المعلومات الواردة فيها، لدراسة حجم البيانات والأرقام التي جرى توثيقها، واعتمد على محرّكات البحث في أرشيف الوسائل المرصودة، مستخدمًا مفردات بحث مثل: غزّة، صحة غزّة، مستشفيات غزّة، قطاع غزّة.
بدا واضحًا لـ (أكيد) أن الوسائل المرصودة سعت لمواكبة الواقع اليومي للمنشآت الصحية، إلا أن السمة الأبرز هي ندرة التقارير المتخصصة التي تمثّل توثيقًا واضحًا ومفصلًا، ويمكن الاعتماد عليها آنيًا ومستقبلًا كمرجع لكل باحث عن تفاصيل جرائم الاحتلال في مسألة المنشآت الصحية، وذلك خشية تمويه الحقيقة وسط كمّ كبير من الأحداث والمعلومات المتلاطمة التي يمكن أن تضيع او تختلط مع هول الحدث. ويقدّم (أكيد) ملخص رصده في النقاط التالية:
- اهتمت الوسائل المرصودة بنقل تصريحات الجهات الصّحية المختصّة كوزارة الصّحة الفلسطينية، منظمة الصّحة العالمية وأطباء بلا حدود وغيرها.
- غطّت الأخبار تهديدات الاحتلال للمستشفيات بالقصف والإخلاء، و الوضع اليومي لبعض المستشفيات، كنقص المستلزمات الطبية، والوقود، وعدد المصابين والضحايا من المدنيين وكوادر القطاع الصّحي، من خلال تصريحات المسؤولين لقنوات الإعلام الخارجية، أو مقابلتهم بشكل مباشر.
- لم يتّضح في ذهن الجمهور خريطة للمستشفيات والمراكز الطبية وغيرها من المنشآت، وعددها وأماكن تواجدها في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وأيها خرج عن الخدمة، وأيها مازال مستمرًا، حيث كانت المعلومات عابرة، موزّعة ومشتّتة.
- افتقرت التغطيات الإعلامية المرصودة لأي مادّة متخصّصة تركز بشكل تفصيلي على الوضع الصحي والمنشآت الطبية بالأرقام والإحصاءات.
- ظهر لـ (أكيد) إمكانية وصول وسائل الإعلام لعدد لا بأس به من المسؤولين في المنظمات والمؤسّسات الصّحية، ومدراء المستشفيات في غزّة، ومع ذلك لم يسع الإعلام المحلي للاستفادة من هذا التواصل في الحصول على بيانات تمكّنه من تقديم تقارير متخصصة توثّق جرائم الاحتلال بحق المصابين والمرضى، وتبيّن الاحتياجات الطبيّة الأساسية التي بات يفتقر لها القطاع الطبّي.
- بدأ تحذير وزارة الصّحة الفلسطينية من تهاوي القطاع الصحي مع الأيام الأولى من العدوان الصهيوني على غزّة، غير أنه لم تتوفر تغطيات معمّقة بالسرعة الكافية لكشف حقيقة الهجوم غير المسبوق على القطاع الصحي في غزّة، وتبيان عدد المنشآت وحجمها وعدد الإصابات والمرضى ومعاناتهم، وعدد الحالات التي فارقت الحياة، وذلك لتوثيق جرائم الاحتلال بشكل دقيق.
- قصف الاحتلال المستشفى المعمداني في اليوم التاسع من بدء الهجوم، وهو ما أظهر ردة فعل عالمية كبيرة، ومع هذا لم يتحرك الإعلام لمدة أسبوع كامل بعد الحدث -بحسب ما رصد (أكيد)- لإنتاج تقارير أكثر تخصّصية للإسهام في إبراز قضية القطاع الصحي، وذلك للحفاظ على وضوحها وعدم تحويلها إلى واحدة من العاديّات والمألوفات النفسية، وهو ما يعتمد عليه الاحتلال، لتدخل القضايا الكبرى طي النسيان أو التشتيت.
- لم يعثر (أكيد) ضمن عملية الرصد على إنفوغراف توضيحي كصور أو فيديو، أو خرائط تبين المعلومات المتعلقة بتهديد المنشآت الصحية، وأماكنها وأحجامها، وأعداد الإصابات والمرضى فيها، بما يقدم معلومة مرئية واضحة للمشاهد، ويمثل أداة أخرى لتسجيل جرائم الاحتلال.