المقطع المتداول ليس لقبر النبي محمد، والقبر في حجرة مغلقة ببناء محكم بلا باب أو نافذة ولم يدخلها أحد منذ قرون، وكل الصّور المتداولة ليست لقبره (تحقّق)

المقطع المتداول ليس لقبر النبي محمد، والقبر في حجرة مغلقة ببناء محكم بلا باب أو نافذة ولم يدخلها أحد منذ قرون، وكل الصّور المتداولة ليست لقبره (تحقّق)

  • 2024-04-08
  • 12

  تحقّق: محتوى زائف

عمّان 7 نيسان (أكيد)– أفنان الماضي

القصة:

تداولت حسابات على مجموعات واتساب أردنية مقطعًا مصوّرًا تحت عنوان:  "لأول مرة تصوير قبر الرسول محمد عليه الصّلاة والسّلام من الدّاخل 2024". وقد ظهر في الفيديو حجرة تحتوي على قبر واحد، مكسوّة في أرضيّتها وجزء من جدرانها بالرّخام الأبيض، ويلي القبر مرايا لامعة حتى السّقف، ثم ينتقل الفيديو إلى مشهد آخر لحاجز معدني لا يمكن للزوّار تجاوزه خارج القبر، وهو الجزء الخارجي الظّاهر للزوّار في المسجد النّبوي، وذلك في محاولة إيحاء للمشاهد بأن الجزء الأول من المقطع صحيح.


التحقق:   

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن الحجرة التي احتوت على القبر مجهّزة بشكل مبهرج، وهو ما ينافي التّوصية النبوية بعدم البهرجة وتزيين المقابر أو رفعها عن الأرض أو البناء فوقها، كما أنها احتوت على قبر وحيد. ومن المعلوم أن قبر الرسول يجاوره قبرين لصاحبيه أبو بكر وعمر بن الخطاب، ما دفع (أكيد) للتّحقق من صحة المقطع المتداول.[1]

حصل (أكيد) على لقطة من المقطع المصوّر، وأخضعها للبحث عبر الصّور في موقع غوغل، بهدف الوصول لصورة أصلية للقبر المتداول ومعرفة هوية صاحبه، إلا أن النتيجة التي حصل عليها هي انتشار واسع للمقطع نفسه في منصات التّواصل الاجتماعي المختلفة، إضافة لصور متعدّدة ومقاطع فيديو، يحتوي كل منها على قبر مختلف، تشترك جميعًا بالبهرجة والارتفاع عن الأرض، وهو ما يخالف التعاليم الشرعية في الدّين الإسلامي حول مواصفات القبور، وبخاصة قبر النّبي نفسه.

لجأ (أكيد) إلى موقع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النّبوي، وصفحاته على منصتي إكس وفيسبوك، ولم يعثر على أي صورة أو مقطع مصوّر يظهر الحجرة النبوية التي يتواجد بها قبره، وهي حجرة زوجته عائشة، والتي تقع خارج حدود المسجد النبوي.[2]

توصل (أكيد) لشرح مفصل عن الحجرة النبوية، وقبر الرسول فيها، قدّمه مدير إدارة معرض الحرمين الشّريفين الشّيخ فايز الفايز، الذي أكّد عدم دخول أي إنسان للحجرة منذ عام 90 هجرية حين انتهى الخليفة عمر بن عبد العزيز من بناء جدر أحاطت الحجرة بشكل خُماسي، وذلك تجنبًا لأي مظاهر شركية أو تعبّدية تُبتدع بالقرب من قبر النبي، كما حرص على شكل خماسي خلافًا للكعبة المربّعة. ولم تُدخل الحُجرة بعد ذلك إلا مرة واحدة في عام 881 هجرية، لإعادة بناء جدارين بسبب بعض التصدع، وقد رافق عملية الترميم أحد علماء ذلك العصر، نور الدّين السمهودي  الذي وصف الحجرة في كتاب له، حيث قال إن أرضيتها من الحصباء الحمراء، وليس لها باب ولا نافذة، وأرضيتها تهبط عن مستوى أرض المسجد بنحو مسافة ذراع. [3]

 

 

كما أوضح الفايز أن قبر النبي يوجد في مكان سريره، ثم يجاوره قبر صاحبيه بشكل متدرّج، حيث وُضع رأس أبو بكر بمحاذاة كتف النبي، وكذلك عمر بن الخطّاب بمحاذاة كتف أبي بكر.

وحيث أن الحجرة مغلقة تمامًا ولا يمكن لأحد دخولها، فجميع الصّور والمقاطع التي يجري تداولها ليست صحيحة، مع ملاحظة أن البعض يمكنه دخول ما بعد السّياج المعدني الخارجي، ليسير في ردهة تحيط بالحجرة النبوية، أما الحجرة نفسها فمغلقة ببناء محكم من جميع الجهات وبلا أي مدخل ولا يمكن دخولها أو تصويرها حتى للمسؤولين والمشرفين على الموقع.