تحقق: محتوى غير دقيق
عمّان 9 تشرين الثّاني (أكيد) – سوسن أبو السُّندس
القصة:
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطعًا صوتيًا يشير إلى الإجراءات التي يلزم أن يتّبعها الناس في المنطقة لحماية أنفسهم من خطر الإشعاع النووي إن حصل انفجار في المفاعل النووي الإسرائيلي، وجاء ذلك على إثر تصريحات وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف عميحاي إلياهو، في مقابلة لإذاعة إسرائيلية، إذ قال إنه لا يوجد أشخاص أبرياء داخل غزّة، وإن إسقاط قنبلة نووية على غزّة هو أحد الاحتمالات الممكنة.
أشار المقطع الصّوتي المتداول إلى أن الإشعاع النووي يحتوي على يود مشع يصيب الغدة الدرقية، ولتجنب ذلك يجب تناول قرص اليود قبل الإنفجار بنصف ساعة، وذلك لتوفير الحماية للذّات، وفي حال عدم توفر أقراص اليود يمكن تناول اليود السائل المتواجد في غرف الطوارئ من خلال وضع بضع قطرات في الماء أو الحليب.
التحقق:
بحث مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في حقيقة هذه "الوصفة"، بالرجوع إلى منظمة الصّحة العالمية، ليتبيّن أنّ يود البوتاسيوم ليس ترياقًا مضادًا للتّعرض للإشعاعات، فهو لا يحمي سوى الغدّة الدرقية بشرط وجود خطر تعرض داخلي لليود المشع (بسبب القرب من الحادث، مثلًا في حالة موظفي الاستجابة للطوارئ).
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن يود البوتاسيوم لا يحمي من أي موادّ مشعة أخرى قد تتسرب إلى البيئة نتيجة حادثٍ نووي ، ولا يحمي من الإشعاعات الخارجية، كما أنه لا يمنع اليود المشع من النفاذ إلى الجسم، لكنه يمنع تراكمه في الغدة الدرقية.[1]
وهناك صحيفة فرنسية نقلت عن البروفيسور مارك كلاين، اختصاصي الغدد الصماء المتخصص في مستشفى جامعة نانسي، قوله: "على المدى الطويل هناك خطر كبير للإصابة بقصور أو التهاب الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية بعد تناول اليود المشع أو استنشاقه".
ويشير كلاين في التقرير ذاته إلى أن تناول اليود كإجراء وقائي ليس عديم الفائدة فحسب، بل يمكن أن يكون خطرًا على الصّحة، إذ إن تناول جرعة زائدة من اليود دون حاجة الجسم لها يتسبب في "فرط نشاط الغدة الدّرقية من خلال تسارع معدل ضربات القلب والغضب واضطرابات النوم والتّعرّق المفرط والرعشة أو حتى الإسهال"، مضيفا أنه "بالنسبة لشخص يعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الوفاة".[2]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني