عمَّان 9 أيَّار (أكيد) -لقاء حمالس- نشر موقع إعلامي خارجي مادة صحافية أثارت الجدل على منصَّات التواصل الاجتماعي تدّعي حصول الأردن على 400 ألف دينار عن كل عملية إنزال جوي على قطاع غزَّة.

عاد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى المادة المنشورة، وأخضعها للمعايير المهنية والأخلاقية التي تحكم عمل وسائل الإعلام خلال القيام بهذا النَّوع من التَّغطيات.

تبيّن لمرصد (أكيد) أنَّ المادّة الصحفية بُنيت كلها بما يقارب 700 كلمة على مصادر مجهولة لا أساس لوجودها، وهذا يخالف مبدأ مهمًا بوجوب عدم اعتماد المادة على مصادر مجهولة، خصوصًا أنَّها لم تقترن بأي وثيقة تدعم هذه الأقوال، هذا ناهيك أن عمليات الإنزال الجوي شارك في عدد كبير منها دول عربية وأوروبية، وبالتالي فإن هذه العمليات كانت معروفة ومعلنة على نطاق واسع، فكيف لم ينجح هذا الموقع بالحصول على مصدر واحد معلوم؟!  

لاحظ مرصد (أكيد) أنَّ المادة المنشورة على الموقع الأجنبي استخدم مفردات مثل: عَلم، وتحدّث إلى مصادر، ونسب إليها حديثًا مليئًا بالأحكام والتعميمات حول أن الأردن أخذ أموالًا مقابل هذا العمل، وأن هذه الأموال ليست أجورًا للنقل بل أرباح، وهذا حُكم وتعميم من واجب الصحافة أن تلتزم بأدبيات الصحافة وأن لا تنشره إلا على لسان مصادر معلومة على الأقل إن لم نقل موثوقة.

 يشير مرصد (أكيد) إلى أنَّ المادة المنشورة لا تُعدّ من المواد التي من شأنها أن تُهدد حياة المصادر المفترضة التي نقلت هذه المعلومة، خصوصًا أنّ الأطراف الوسيطة هي منظمات إغاثية دولية، ولديها المصداقية للإدلاء بأي معلومات تقع ضمن مسؤولياتها، هذا فضلًا عن أن التنسيق لايصال المساعدات إلى قطاع غزّة كان معلنًا من خلال الأردن عبر مصر والاحتلال الإسرائيلي، في نطاق المساعدات الإنسانية التي تكفله القوانين الدولية لإغاثة المدنيّين في مناطق الصراع والحروب. 

وبتحليل مادة الموقع المنشور، يشير مرصد (أكيد) إلى أنَّ معلومات كهذه تستحق أن يتم التريث بنشرها لحين الحصول على رد مباشر من الجهات التي شاركت في العملية منذ أن بدأت قبل نحو 500 يوم، لكن الموقع نشرها ، ودافع عن فكرة واحدة ،هي أنَّ الأردن تكسَّب من المساعدات على غزَّة، وهذا يُدخل الموقع وسياسته التحريرية في باب عدم الحياد، وانعدام الموضوعية، وغياب التوازن الذي يجعل من هذا التقرير مادة إنشائية نسجها كاتبها من وحي الخيال أو نقلها عن مصادر غير موثوقة لم يجرؤ على الإفصاح عن اسمها.

ثم أن الموقع لم  يكلِّف نفسه بالعودة إلى موقع الهيئة الخيرية الهاشمية التي تنشر كل التفاصيل ذات الصلة بالدعم متعدد الأشكال الذي يقدمه الأردن لقطاع غزّة، أو الاتصال مباشرة بالهيئة وإعلام الجمهور بردّها.

يشير مرصد (أكيد) إلى أنَّ المادة التي نشرها الموقع الأجنبي انتهكت أبجديات الصحافة، وكانت بحاجة إلى جهد استقصائي حقيقي ومصادر معلومة ووثائق كي لا توقع جمهور المتلقين ضحية السّياسات التحريرية التي تعكس ايديولوجيات ومصالح جهات مستفيدة من نشر أرقام ومعلومات زائفة بعد مرور أكثر من 500 يوم على انتظام المساعدات الأردنية إلى قطاع غزَّة.