عمّان 16 أيار (أكيد)- عُلا القارصلي- أصبحت أخبار الجرائم بضاعة إعلامية يتسابق إليها بعض الصحفيين والإعلاميين لنشرها في وسائلهم الإعلامية بشكل يتنافى مع الفطرة السليمة وحقوق الإنسان، فلا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد أو نقرأ في وسائل الإعلام أنواعًا من الأخبار عن جرائم القتل والانتحار وغيرها، وكانت جريمة سكب أبٍ البنزين على ابنته وحرقها مؤخرًا هي أبشع ما قرأنا.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) انتشار خبر الجريمة على وسائل الإعلام المحلية، وتبين أن الأبنة وهي أم لطفلين صغيرين، وقعت ضحية مرتين؛ الأولى لأب سلبها حقها في الحياة، والثانية لوسائل الإعلام التي نقلت أقوال الأب وشهّرت بها بناءً على روايته، ثم أخذت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تستخلص من هذه الجريمة وما رافقها من تشهير بالضحية وجوب تعزيز الحماية للنساء من العنف الأسري كي لا يصل إلى مرحلة الموت.
ويعتذر (أكيد) عن مشاركة روابط المواد المنشورة في وسائل إعلامية لما ورد فيها من مخالفات، حتى لا يكون طرفًا في انتشارها، آخذين بعين الاعتبار أن الأصل في تغطية الجرائم هو تعريف الناس بوقوع الجريمة في الحدود الدنيا من المعلومات، وعدم التوسع في شرح التفاصيل التي قد تنطوي على نوع من الإدانة المسبقة للضحية بالرغم من أن القضية برمتها ما زالت في طور التحقيق، ولم تنظر بها المحكمة بعد.
ناهيك عن أن الفطرة السليمة وحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، تقتضي التركيز لاحقًا بعد متابعة القضية على نشر العقاب الذي يقع على المجرم بعد إدانته، وذلك لنقل مشهد العدالة للمتلقين حتى يُحدث ذلك الطمأنينة في نفوسهم، عوضًا عن إثارة الرعب وخلق مزاج سيّىء لديهم.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني