عمّان 31 تشرين الأول (أكيد) -عُلا القارصلي- رعبٌ يثار في كل بيتٍ إسرائيلي مع كل معركةٍ واسعة تجري على الأراضي الفلسطينية بين قوات المقاومة وجيش الاحتلال، ليس بسبب تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية فحسب، بل كذلك بسبب الخوف من استفحال الخلافات الداخلية على أكثر من صعيد.
انشغلت الصحافة العبرية بنقل الخلافات والمواقف المعارضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من متابعة وقائع الحرب نفسها، لأن هذه الخلافات تأخذ شكل معارك رئيسة داخل البيت الإسرائيلي.
الصّحافة الإسرائيلية التي يصنّفونها باليساريّة مثل صحيفتيّ هآرتس ويديعوت أحرونوت، ركزت في تغطيتها منذ بدء عملية طوفان الأقصى على المواقف المعارضة لـنتنياهو، وعدّت وجوده في منصبه تهديدًا لجميع الأطراف، وحلّلت هذه الصحف تصرفاته ووصفتها بأنها حرب على عقول الإسرائيليّين.[1][2]
كشفت تغريدة بثّها نتنياهو الأحد 29 تشرين الأول الساعة 1:10 فجرًا، وحذفها صباحًا بسبب عاصفة الانتقادات، حجم الخلافات بين قادة الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى حالة الشك التي يعيشونها. التغريدة أكدت تحليلات هآرتس ويديعوت أحرنوت، حيث هاجم نتنياهو رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون هاليفا، متهماً إيّاهما برفع تقارير خاطئة. [3] [4] [5]
نقلت الصحافة العربية والمحلية عن الصحافة العبرية قصة التغريدة، ولم تنقل خلفية هذه التغريدة، والخلافات التي سبّبتها وردود فعل الشارع الإسرائيلي.
جاءت التغريدة ردًا على سؤال أحد الصّحفيّين خلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه نتنياهو. السؤال قيل على النحو التالي: "في الأشهر التي سبقت الحرب، تلقيتم وثائق مكتوبة من رئيس "أمان" أهارون هاليفا، ورئيس "الشاباك" رونين بار تحذر من تزايد عدد القتلى (لدى الفلسطينيين)، والذي سيؤدي إلى احتمال نشوب حرب. فهل صحيح أنك لم تراع هذه الرسائل؟ وماذا فعلت الحكومة تحت قيادتك للاستعداد الأفضل لمثل هذه الحرب المحتملة؟".
وجاء رد نتنياهو خلال المؤتمر الصّحفي على النحو التالي: "المهمة التي حدّدتُها للجيش الإسرائيلي هي تدمير حماس، والتأكد من أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل، ووصفك لما كان قبل ذلك غير صحيح. هل سمعت أنني أريد تقوية حماس؟ بالطبع لم أرغب، لقد تقدمت ضدها في ثلاث مجموعات بما في ذلك إقصاء رؤسائها، وأضعفتْ هذه الإجراءات قدرات حماس ومنعتها من أن تصبح أقوى، لكن يبدو أنها لم تكن كافية. والآن نحن عازمون على إكمال المهمة وسنكملها".[6]
نشرت صحف عبرية في اليوم التالي لتغريدة نتنياهو صور الوثيقة التي قدّمها وزير الدّفاع العام 2016، والتي ذُكر بأنها تنبّأت بهدف حماس "نقل الصراع القادم إلى الأراضي الإسرائيلية من خلال احتلال المستوطنات وأخذ رهائن". [7]
كشفت التغريدة عن الخلافات بين الوزراء، حيث طالب عضو مجلس الوزراء الحربي غادي ايزنكوت رئيس الوزراء بالتوقف عن انتقاد الأنظمة الواقعة تحت مسؤوليته، وضرورة تقديم الدعم الكامل لرؤساء الأجهزة الأمنية في هذه المرحلة.
وقال وزير الأمن إيتامار بن جفير إن المشكلة هي في سياسة الاحتواء وشراء السلام المؤقت بثمن باهظ، والآن بالوحدة سننتصر.
ودعا عضو الكنيست ماتان كهانا إلى تجاهل أصوات الاتّهامات والتعامل مع القسم الذي يقوي الكيان للوصول إلى النصر. في ما توعد عضو الكنيست من حزب اللّيكود عميت هاليفي العودة للحديث عن تغريدة نتنياهو بعد الحرب.
وجاءت أغلب التعليقات ومقالات الرأي العبرية مناهضة لنتنياهو واعتبره بعضهم أنه أخطر من حماس على إسرائيل ووصفه بعض آخر بأنه يعاني من اضطراب عقلي وجنون العظمة ويجب استبداله فورًا حتى أثناء الحرب. [8] [9]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني