ساهم تقرير نشره مرصد مصداقية الإعلام الاردني "أكيد" بعنوان " التغطية الصحافية لتقرير لليونيسف تكشف ضعف التعامل مع الأرقام والنسب" في لفت انظار الحكومة والخبراء إلى حجم المغالطات التي احتواها تقرير اليونيسف، وهو الأمر الذي دفع تلك الجهات لمخاطبة المنظمة الأممية التي تقدمت باعتذار رسمي للأردن الأربعاء الماضي عن ذلك.
ولفت تقرير أكيد الذي نشر بتاريخ 20 ايلول 2014 إلى المغالطات التي تضمنها الخبر والذي نشرته العديد من وسائل الإعلام حول تقرير اليونيسف الذي جاء بعنوان «محجوب عن الانظار»، من خلال إجراء بحث معمق للأرقام التي احتوتها الدراسة والتي وجد "أكيد "من خلال البحث أنها لا تمت الى الواقع بصلة، ونشر تقرير " أكيد" في العديد من وسائل الإعلام المحلية.
وكانت عدد من الصحف اليومية ومواقع الصحافة الالكترونية نشرت بتاريخ 6 أيلول الماضي خبراً يقول أن "80 بالمئة من الفتيات المراهقات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً في الاردن يعتقدن أن هناك ما يبرر للزوج ضرب زوجته في ظروف معينة"، بالاستناد إلى تقرير " مجوب عن الأنظار".
وبعد عملية تحقق أجراها "أكيد" تبين أن الطريقة التي قدمت فيها الأرقام وجمع النسب على مجموعة من الأسئلة غير صحيح وساهم بتضليل الرأي العام.
وتبين لـ " أكيد" أن تقرير اليونسف استند في أرقامه المتعلقة بالأردن، إلى دراسة أجرتها دائرة الإحصاءات العامة بعنوان "الصحة الأسرية" عام 2012،وأكتفت صحف العرب اليوم والغد والدستور، والعديد من المواقع الإلكترونية بنشر البيان الصحفي الذي نشرته اليونيسف والذي أشار باقتضاب إلى أن نحو نصف الفتيات المراهقات في العالم اللاتي تراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً (نحو 126 مليون فتاة) يعتقدن أن هناك ما يبرر للزوج ضرب زوجته في ظروف معينة. وترتفع هذه النسبة إلى 80 بالمئة أو أكثر في أفغانستان وغينيا والأردن ومالي وتيمور الشرقية.
وفي حينها اتصل فريق "أكيد": بمساعدة المدير العام في دائرة الاحصاءات العامة مديرة مسح السكان والصحة الاسرية، إخلاص عرنكي، للتحقق من صحة هذه الارقام التي بينت ان هذه الدراسة انطوت على مجموعة من الاسئلة لتقيس مدى تبرير الزوجات لضرب أزواجهن لهنّ في دراسة شملت 11352 امرأة أردنية من عمر 15 الى 49 عام.
والخبر الذي نشر في الصحف لم يوضح معايير الاسئلة وجرى تعميمه على جميع الفتيات بين عمر 15 الى 19 عاماً دون ذكر الأسئلة التي وجهت اليهن، كما أن الأخبار لم تبين أن السؤال استهدف الفتيات المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج من هذه الفئة.
ووفقا لعرنكي، فإن الفتيات اللاتي تقع أعمارهن بين 15 الى 19 عاماً يبلغ عددهن 278 فتاة ويشكلن نحو 2.5 من حجم العينة البالغة 11352 سيدة التي شملتها الدراسة.
وكانت الاسئلة التي وجهت اليهن تحت عنوان (تبررين لزوجك ضربك في الظروف التالي:
1ـ إذا حرقت الطعام؟ وأجابت 3 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر.
2ـ إذا تجادلت معه؟ وأجابت 12 بالمئة بنعم أبرر.
3ـ إذا خرجت من المنزل دون أن يعرف؟ وأجابت 24 بالمئة بنعم ابرر.
4ـ إذا أهملت الأطفال؟ واجابت 25 بالمئة بنعم أبرر.
5ـ إذا أهنتهِ؟ اجابت 53بالمئة بنعم أبرر.
6ـ إذا لم تقومي بإعداد الطعام له؟ اجابت 44 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر.
7ـ إذا كانت لك علاقة مع رجال آخرين؟ أجابت 77 بالمئة من الفتيات بنعم أبرر له الضرب.
وقالت عرنكي أنه بالنظر الى النسبة العامة للنساء اللاتي وافقن على ضرب الرجال لهن فإنه بناء على الاسئلة السابقة ” نجد ان 84 بالمئة من الفتيات يبررن ضرب الرجال في حال اجابت على اي من الاسئلة السابقة وهذا لا يعكس الواقع”.
واشارت الى أن الاصل ان يتم تفسير الارقام بناءا على الاسئلة الموجهة الى السيدات لا أن تطلق بناء على مجاميع الاجابات بنعم أو لا.
ووفقا لخبر نشرته وكالة الانباء الأردنية "بترا" الأربعاء الماضي، فقد تلقت الحكومة رسالة اعتذار رسمية من المكتب الرئيس لمنظمة الامم المتحدة للطفولة والتنمية «اليونيسف» في نيويورك حول الارقام المغلوطة التي اوردتها في تقريرها عن العنف ضد الاطفال في الاردن.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية ريم ابو حسان لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان مجلس الوزراء اطلع الاربعاء الماضي على مضمون رسالة «اليونيسف» والتي تضمنت اعتذارها عن المؤشرات غير الدقيقة الواردة في التقرير الذي اعدته حول العنف ضد الأطفال والذي أظهر الاردن في ترتيب مرتفع بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال جرائم قتل الأطفال والعنف ضد المرأة والطفل.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني