أكيد – وصفي الخشمان
تناولت وسائل إعلام محلية بياناً أصدرته الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" حول فصل طالب في كلية الهندسة التكنولوجية (البوليتكنيك)، على خلفية "مروره"-وفقا للبيان- بالقرب من اعتصام نظمته الحملة، احتجاجاً على قرارٍ لجامعة البلقاء التطبيقية يقضي برفع رسوم الدبلوم في تخصصات الهندسة.
في الوقت ذاته، نقلت وسائل الإعلام تلك تصريحاً على لسان الدكتور راتب العيسى العبادي عميد كلية "البوليتكنيك" يُفيد بقرار جامعة البلقاء فصل ثمانية طلاب من الكلية ذاتها.
وسائل الإعلام نشرت البيان والتصريح بشكل منفصل باستثناء موقع واحد دمج بيان "ذبحتونا" بتصريح عميد الكلية، دون توضيح ما إذا كان الطالب المذكور في بيان الحملة كان من ضمن الطلبة الثمانية أم لا.
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن وسائل إعلام عمدت إلى نشر بيان "ذبحتونا" كما وردها، وتبنت لهجة البيان ذاتها دون استخدام علامات اقتباس، باستثناء صحيفةٍ وموقعٍ إخباري أعادا صياغة البيان.
كما لاحظ المرصد أن العناوين استخدمت معظمها عبارة في "سابقة تاريخية"، دون أن يشتمل متن الخبر على دعم تاريخي يؤكد أن حالة الفصل هذه تعد سابقة في تاريخ الجامعات الأردنية.
وفي معظم وسائل الإعلام التي تعاملت مع بيان "ذبحتونا"، فقد خلا الخبر من رد الكلية أو الجامعة، مثلما خلا خبر فصل الطلاب الثمانية من رأي آخر، وهو ما يعد إخلالاً بمبدأ التوازن.
كما لاحظ "أكيد" عزوف وسائل الإعلام عن التواصل مع الطالب محمد موسى الغول "صاحب القضية"، باستثناء موقعٍ إلكتروني واحد.
"أكيد" اتصل هاتفياً بالطالب محمد الغول الذي أبدى عتبه على "الإعلام" الذي اكتفى بنشر بيان حملة "ذبحتونا" دون متابعة، ودون أن يتواصل مع "صاحب القضية".
وروى الغول، وهو طالب بكالوريوس في سنته الرابعة ويدرس هندسة الميكاترونكس، أن مشاجرة اندلعت في حرم الكلية الكائنة شرق العاصمة عمان، وأُطلقت خلالها عيارات نارية، ما دفع عدداً من الطلبة إلى مغادرة الكلية، خشية الإصابة.
وتابع: لدى خروجي من بوابة الكلية، لفت نظري وجود "اعتصام" للاحتجاج على قرار الجامعة القاضي برفع رسوم الدبلوم، فتوفقت "عشر دقائق أو ربع ساعة"، ثم عدت إلى حرم الكلية لمتابعة محاضراتي.
وكانت وسائل إعلام محلية نشرت يومي 19 و20 فبراير / شباط الماضي خبراً عن مشاجرة في كلية "البوليتكنيك" تخللها إطلاق عيارات نارية، بالتزامن مع نشر خبر اعتصام حملة "ذبحتونا".
وزاد الطالب: استدعيت بعدها إلى لجنة تحقيق، واتهمت بأنني من منظمي الاعتصام، والدليل كان فقط صورة للشاشة (Screen shot) تثبت أنني "عملت مشاركة (Share) على صفحتي بالفيسبوك، للدعوة إلى الاعتصام".
وأوضح أن عمادة شؤون الطلبة أبلغته بعقوبة الفصل، وأنها "غير قابلة للاستئناف"، ليتواصل بعدها مع حملة "ذبحتونا" وتصدر البيان.
وعلى الرغم من تأكيدات الطالب الغول على أنه ليس من منظمي الاعتصام ولا من المشاركين فيه، إلا أنه عبر عن دعمه للاحتجاج، وعن رفضه لقرار رفع الرسوم على طلبة الدبلوم.
وقال: "أنا طالب بكالوريوس والقرار لا يؤثر علي، لكنني أعتقد أن الجامعة ستعمد لرفع الرسوم على طلبة البكالوريوس لاحقاً".
وأبدى الدكتور فاخر دعاس المنسق العام لحملة "ذبحتونا" ارتياحه للطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام، خصوصاً المواقع الإخبارية، مع قضية فصل الطالب محمد الغول.
وفسر دعاس تبني وسائل إعلام للهجة البيان والمعلومات التي وردت فيه، قائلاً إن "الحملة التي انطلقت قبل نحو عقد من الزمن "حازت على مصداقية عند الشارع والإعلام على حد سواء"، مردفاً أن الحملة لم تقدم يوماً معلومات مغلوطة أو كاذبة".
ورفض دعاس ربط فصل الطالب المذكور بفصل الطلبة الثمانية، كونهما "قضيتين منفصلتين"، فهؤلاء الطلبة فُصلوا لاشتراكهم في مشاجرة داخل الحرم الجامعي تخللها إطلاق نار، وتشكلت لجنة تأديب عليا واتخذت قرار الفصل، في حين أن الطالب محمد فُصل لأنه "مر" باعتصام "ذبحتونا"، الذي جرى خارج بوابة الكلية.
وكرر دعاس تأكيداته على أن الطالب محمد مشهودٌ له بالالتزام الأكاديمي والاجتماعي، وأنه لم يكن مشتركاً في الاعتصام ولا منظماً له، مستدركاً أن "اشتراكه، إن حدث، ليس جريمة" والدستور الأردني يكفل حق المواطنين في التعبير عن آرائهم بالطرق السلمية، كما أن جلالة الملك يحض الشباب دائماً على المشاركة السياسية.
ودافع المنسق العام لـ "ذبحتونا" عن استخدام البيان لعبارة "سابقة تاريخية" بأنه لم "يلحظ" خلال عمر الحملة التي يقودها منذ عشر سنوات حالة فصل لطالب لأنه "مر بالقرب من اعتصام".
وتساءل دعاس: لماذا كان الطالب محمد هو المفصول الوحيد رغم أن هناك طلبة غيره شاركوا فعلاً في الاعتصام؟
من جهته، انتقد الدكتور راتب العيسى العبادي عميد كلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية "البوليتكنيك" وسائل إعلام "تتبنى ما تصدره حملة ذبحتونا دون إتاحة المجال أمام المؤسسات الأكاديمية لعرض وجهة نظرها".
وبعكس ما ذكره الدكتور دعاس، أكد الدكتور العبادي أن الطالب محمد الغول كان من "ضمن الطلبة الثمانية" الذين فصلوا لمخالفتهم اللوائح والقوانين، بعد مثولهم أمام لجنة تحقيق مستوفية للشروط كافة.
وأضاف لـ "أكيد" أنه جرى مواجهة الطلاب جميعهم بأدلة وبراهين دامغة، تؤكد ضلوعهم في أعمال مخالفة لنظام تأديب الطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية.
وعلى الرغم من أن نص النظام يحدد في مادته الرابعة "أعمالاً تعتبر مخالفات تأديبية"، وجميعها يجب أن ترتكب داخل حرم الجامعة أو ضمن مناسبة أو نشاط خارجي تشترك فيه الجامعة، إلا أن الدكتور العبادي اعتبر أن الاعتصام، وإن كان خارج بوابة الكلية، فإنه تسبب في "إرباك العملية التدريسية".
وحول ما ورد في بيان "ذبحتونا" وعلى لسان الطالب نفسه بأنه كان يمر بالاعتصام دون المشاركة فيه، أكد العبادي وجود شواهد وأدلة على "شكل فيديو" تثبت أن الطالب كان مشاركاً في الاعتصام، الذي شارك فيه طلبة من جامعات أخرى.
ولفت إلى أن الكلية ضبطت طلاباً من الجامعة الهاشمية خلال "ارتكاب مخالفات"، وخاطبنا جامعتهم ليصار إلى معاقبتهم.
وأوضح عميد البوليتكنيك أن القانون يعطي لكل طالب الحق في استئناف العقوبة المفروضة عليه، لكن الطالب محمد الغول "لم يستطع تقديم ما يثبت أنه بريء مما نسب إليه"، بحسب تعبيره.
ورداً على كون حالة الفصل تعد "سابقة تاريخية"، بين العبادي أن أي طالب تثبت مخالفته يعاقب، وأن الجامعات تفصل طلبة مخالفين بشكل دوري، وليس في حالة الطالب محمد الغول ما يعد سابقة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني