صحيفة أردنية "تنسخ" فقرات من وسائل إعلام لبنانية لدراسة غير علمية نشرت عام 2013

صحيفة أردنية "تنسخ" فقرات من وسائل إعلام لبنانية لدراسة غير علمية نشرت عام 2013

  • 2017-02-22
  • 12

أكيد – آية الخوالدة  

نشرت صحيفة يومية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، تقريراً بعنوان "عنف اقتصادي.. رجال يستولون على جيوب السيدات"،  اعتمدت فيه على  مادة إعلامية منشورة في صحيفة النهار اللبنانية في العام 2013.

ورد في تقرير الصحيفة الأردنية فقرتين منسوختين بشكل حرفي من التقرير الأصلي المنشور في الصحفية اللبنانية، بعنوان فرعي حول "الاستقلال المالي"، حيث وردت في المقال الأصلي بعدد كلمات 90 كلمة وفي تقرير الصحيفة الأردني بعدد 71 كلمة.

وتاليا نص الفقرتين من مصدرهما الأصلي:

 تتوافق الدراسات التي تناولت السلوك المالي للنساء عندنا، على أن المرأة العاملة تشارك مشاركة فعالة في مصاريف أسرتها تصل لدى ثلاثة أرباعهن إلى 50% أو أكثر. وذلك لدى الأسر المتوسطة الدخل، خاصة. أي، أن عمل المرأة يساهم، بالتأكيد، في الإعلاء من رفاه الأسرة المالي.

وأكثرية العاملات يشاركن في مصاريف أسرهن برضى تام. فيما تشعر بعضهن بالغبن لقيامهن بذلك. خاصة، أن بعض الأزواج يسجّلون مشتريات كبرى، كالسيارة أو الشقة السكنية مثلاً، بأسمائهم دون زوجاتهم. وهناك قسم من النساء يُمنعن من التصرف برواتبهن، وقلّة منهن تتجرّأ فتخفي جزءاً من أموالهن عن أزواجهن.

وأخضع مرصد مصداقية الإعلام الأردني" أكيد"  التقرير لعمليات تحقق من للأرقام والمعلومات الواردة فيه، وتبين  أن المعلومات التي قدمها التقرير حول دراسة تتعلق بالسلوك المالي للنساء، وردت في مقالة الكاتبة عزة شرارة بيضون في السابع من نيسان عام 2013 في صحيفة النهار بعنوان "عمل المرأة اللبنانية: ربح لها وللآخرين"، ونشرتها في عدد من المواقع الاخبارية  اللبنانية أنداك.

 واستندت الكاتبة فيها على نتائج دراسات لبنانية نُفِّذت على عينات محدودة العدد، وتوصلت إلى أن المرأة العاملة اللبنانية تشارك مشاركة فعالة في مصاريف أسرتها تصل لدى ثلاثة أرباعهن إلى 50% أو أكثر، وهي النسبة التي قدمها التقرير الأردني وربطها بحال المرأة بشكل عام.

وبالتالي تكون الصحيفة اليومية بنت تقريرها على دراسة قديمة، تتعلق بالمرأة اللبنانية ولا يمكن تعميمها – بحسب كاتبة المقالة بيضون- والتي أكدت بأنها أجريت على عينة محدودة العدد، وأنها ليست على علم بمصدر هذه الدراسة والجهة القائمة عليها، موضحةً  "استندتُ، في مقالتي هذه، إلى نتائج دراسات لبنانية نفّذت على عيّنات محدودة العدد؛ هكذا يسعني الافتراض - وافتراضي محتاجٌ لإثبات".

المخالفة المهنية الأخرى التي ارتكبتها الصحيفة، تتعلق بنشرها 170 كلمة طبق الأصل من دراسة  قدمتها جمعية "معهد تضامن النساء الأردني" ونشرتها وسائل الإعلامية المحلية في الثامن والعشرين من أيار 2014 بعنوان "خداع وابتزاز للاستيلاء على رواتب الزوجات"، وتناولت أرقام دائرة الاحصاءات العامة حول النساء الأردنيات للعام 2013، دون أن تشير الصحيفة إلى تاريخ الدراسة، حيث يظهر في مضمون التقرير وكأن الصحيفة تواصلت مع "معهد تضامن النساء" وحاورتهم حول الموضوع.

وتبين لـ "أكيد" من خلال زيارة موقع الجمعية الإلكتروني بأن الجمعية نشرت تقريرا في كانون الثاني من العام 2017، بناءً على دراسة أجرتها جمعية البنوك الأردنية عام 2016 بموافقة البنك المركزي، وتشير إلى وجود 108 آلاف امرأة مقترضة من البنوك وبنسبة 19% من عدد المقترضين البالغ 565 ألفا، فكان الأولى الاستعانة بها نظراً لحداثتها.

وكان مرصد "أكيد" كشف في تقارير سابقة هذه الظاهرة المتكررة التي تتعلق بإعادة نشر التغطيات القديمة بوصفها تغطيات حديثة، وتقديم دراسات وأرقام قديمة على أنها حديثة العهد، أو نقل فقرات بالكامل من تقارير قديمة.

ويُخالف هذا السلوك "ميثاق الشرف الصحفي" من ناحية الالتزام بالموضوعية والدقة المهنية العالية، وكذلك مخالفة للمادة التاسعة الفقرة "ت" من الميثاق والتي تنص على أن يمارس الصحافيون "أقصى درجات الموضوعية في "عزو" المواد التي تنشرها الصحف إلى مصادرها وأن يذكروا مصدر كل مادة صحفية أو نص يتم نشره. وعليهم أن يراعوا عدم "العزو" إلى مصادر مجهولة، إلا إذا حقق هدفاً وصالحاً عاماً، أو استحال الحصول على المعلومات بغير هذه الوسيلة".

ويُنافي هذا السلوك أيضا "معايير التحقق من مصداقية التغطية الصحافية" في معيار الدقة من ناحية إسناد الآراء دوماً إلى مصادرها، ووضع الاقتباس في السياق الذي قيل فيه التصريح أو الرأي، وعدم العزو إلى مصادر جماعية إلا في الحدود الضيقة التي يكون التعبير فيها جماعياً وواضحاً ومعلناً، ومعيار الوضوح أيضاً من جهة الإشارة إلى المحتوى الأرشيفي بتاريخه بحيث لا يُشار للمحتوى القديم على أنه جديد.

___________________________________________________

 تفاصيل النسخ

الفقرة المدرجة أدناه تشير الى الفقرة المنشورة في المقال اللبناني والتي استندت على دراسة تتعلق بالمرأة اللبنانية

 

بينما تظهر الفقرة التالية النص المنسوخ والمدرج في تقرير الصحيفة

 

أما فيما يخص المعلومات المنشورة على لسان معهد تضامن النساء الأردني، والمتعلق بدراسة أجراها في عام 2013، تاليا النص المنشور في تقرير الصحيفة

وبالعودة الى الدراسة التي أجراها المعهد ونشرت في الوسائل الإعلامية عام 2014، تاليا الجزء المنسوخ