مسابقات الصحف: تقليد رمضاني يختفي العام الحالي بسبب تراجع الاعلان

مسابقات الصحف: تقليد رمضاني يختفي العام الحالي بسبب تراجع الاعلان

  • 2017-06-19
  • 12

 أكيد- أنور زيادات

أختف المسابقات الرمضانية من الصحف المحلية اليومية الأكثر انتشاراً في رمضان الحالي، لتفقد الصحافة الورقية تقليدا أستمر عشرات السنوات تحت ضغط تراجع سوق الاعلان وتطور وسائل الاتصال وبالاخص منصات التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تراجع أعداد قراء النسخ الورقية من الصحف.

وتنشر الصحف اليومية عادة خلال شهر رمضان العديد من المسابقات ومنها الثقافية والدينية، والرياضية والمسابقات العامة على امتداد ايام الشهر الفضيل على صفحاتها الورقية وليس مواقعها الإلكترونية.

 وكانت الصحيفة  تطلب من القراء ارسال الإجابة  الصحيحة على الاسئلة التي تطرح يوميا، بعد انتهاء الشهر الفضيل على العنوان البريدي الخاص بالصحيفة، وتشترط ارسال  كوبونات 28 عددا من الصحيفة فيما تشترط صحف أخرى ان لا يقل عدد الكوبونات المرفقة عن 25 كوبونا.

أما الجوائز فكانت أحيانا عينية، وتكون الجائزة الكبرى سيارة والجوائز الاخرى أجهزة كهربائية وفي أحيان أخرى تقدم الصحف جوائز مالية, اضافة الى اشتراكات سنوية في الصحيفة.

وحول اختفاء المسابقة الرمضانية، قال نائب رئيس تحرير جريدة الرأي خليل الشوبكي لـ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إن الفكرة الأساسية من هذه المسابقات جاءت للتعبير عن شكر المؤسسة الصحفية لمتابعيها  ليس أكثر أو اقل.

وأوضح ان صحيفة الرأي الغت هذه الصفحة منذ سنوات بسبب اللغط الذي كان يرافق هذه المسابقات، واعتبار البعض هذه المسابقات لترويج الصحيفة.

ويعلل الشوبكي اختفاء مثل هذه المسابقات من الصحف  بتراجع سوق الاعلان، خاصة في الصحف الورقية مشيرا الى أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة في المملكة والتي تعاني منها الشركات انعكست على مخصصات الإعلان في الأردن.

 واضاف انه منذ عام 2012 بدأ سوق الاعلان بالتراجع في الصحف الورقية وبنسبة تصل 60% ،بسبب وسائل الاعلان ووسائطه الجديدة المرتبطة بالسوشال ميديا، مشيرا الى ان صحيفة الرأي تعمل على خطة لمجاراة التطور في سوق الإعلان ووسائله .

بدوره قال مدير الاعلان في صحيفة الدستور اليومية مروان سليمان إن المسابقات اختفت في هذا العام من الصحيفة، لكن لا يوجد قرار دائم بذلك، ومن الممكن ان تعود في السنوات القادمة، مشيرا إلى أن بعض الجهات التي تمول مثل هذه المسابقات ومنها بنوك اعتذرت هذا العام.

واوضح ان الصحيفة خلال الأيام الماضية سحبت جوائز مسابقة "الاشتراكات في الصحيفة " وإرتأت عدم تقديم مسابقة مشابهة أخرى خلال فترات متقاربة، مضيفا ان هبوط قيمة سوق الإعلان، انعكس بشكل كبير على الصحف الورقية، مبينا ان اي جائزة مكلفة، فسعر اي جائزة سيارة بحدود 20 الف دينار.

بدوره قال مدير التحرير في صحيفة الغد محمد سويدان لـ(أكيد) ان هذا الامر مرتبط بالإعلانات والعلاقات العامة، والتحرير لا يتدخل بهذا الموضوع بشكل مباشر مشيرا الى أن هذه المسابقات كانت تأتي من الشركات "كإعلانات" والعام الحالي لم تبادر اي من هذه الشركات بتبني هذه المسابقات.

ورجح غياب المسابقات عن الصحف بالركود  في سوق الإعلان، بالإضافة  الى نظرة الصحف لهذه المسابقات كوسيلة اعلانية واعتبارها غير مجدية، خاصة وان العديد من الشركات اصبح لها طرقها الخاصة بالإعلان ووسائلها الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة وغيرها...الخ.

وأضاف أن هذه المسابقات كانت تخلق أجواء تفاعليه مع القراء، ولها جمهور خاص، الا أن غيابها لا يترك أثر سلبيا كبيرا على الصحف من حيث التفاعل والمتابعة وكذلك المردود الاقتصادي.  

ويرى مرصد (أكيد) أن اختفاء المسابقات الرمضانية من الصحف اليومية يعتبر مؤشراً على الصعوبات التي تواجهها الصحف الورقية في سوق الاعلان المحلية المترافق مع الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، كما لا يمكن اغفال  الحصة الكبيرة التي استولت عليها وسائل التواصل الاجتماعي من الصحافة الورقية التقليدية.