أكيد- أفنان الماضي
شهِدت شائعات شهر تمّوز انخفاضاً ملحوظاً مقارنةً بشائعات شهر حزيران الماضي، حيث سجّل تمّوز 40 شائعة، مقارنةً بـ 50 شائعة في حزيران. 

اللّافت للنّظر في شائعات شهر تمّوز وجود بعض التباين في أعداد الشّائعات بحسب مضامينها، إذ تصدّرت شائعات الشأن العام  بـ 20 شائعةً وبنسبة 50%، ثمّ انخفضت الشائعات الصحيّة والأمنيّة إلى ستّ شائعات لكلّ منهما وبنسبة 15%، فيما سُجّلت أربع شائعات اقتصاديّة بنسبة 10%، وثلاث شائعات سياسيّة بنسبة 8%، وتخلّفت الشائعات الاجتماعيّة لتسجلّ شائعة واحدة وبنسبة 2% . 

مصدر الشائعة حسب الجهة
تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء كانت منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، بلغت 38 شائعةً من حجم الشَّائعات لشهر تموز، وبنسبة 95%، فيما صدرت شائعتان عن جهاتٍ خارجيّة بنسبة 5%.

مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر
 تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 34 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 85%، صدرت جميعها محليّاً بنسبة 100%.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام ستّ شائعات وبنسبة بلغت 15%.

مضامين الشَّائعات
بلغ عدد الشَّائعات التي تناولت الشأن العام النسبة الأعلى، وتلتها شائعات القطاع الصحّيّ والأمنيّ، ثم شائعات القطاع الاقتصاديّ، ثم السياسيّ، وجاءت الشائعات الاجتماعيّة في المرتبة الأخيرة.

 
انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعيّ إلى الإعلام
 نقل الإعلام في شهر تمّوز ثلاث شائعات تمّ تداولها في مواقع التواصل الاجتماعيّ. كما تضمّنت شائعات الإعلام الستّ والتي شكّلت ما نسبته 15%، شائعتان من مصادر خارجيّة.

 أبرز الشائعات وفق موضوعاتها:
من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة أو الوسائل الإعلاميّة، وفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

الشائعات الصحّيّة:
 تناولت الشَّائعات الصحيّة عدّة موضوعات، تدور في مجملها حول حالة انقطاع الكهرباء، أو نفاد الأكسجين في بعض المستشفيات، ومن العناوين التي تمّ تداوُلها:

نفاد الأكسجين في مستشفى السلط: حيث نفى مدير مستشفى السلط الدكتور علي عزات العبداللات، انقطاع الأكسجين عن المرضى، موضحاً أنّ صوت انفجار بسيط سُمع أثناء تبعئة اسطوانات الأكسجين بسبب تفريغ من إحدى توصيلات نقل الغاز، إلا أنّ ذلك لا يعني وجود أية مشكلة في توفّر الأكسجين في المستشفى.

انقطاع الكهرباء عن كامل مستشفى الجاردنز: قال رئيس لجنة الصحّة النيابيّة أحمد السراحنة إنّ انقطاع الكهرباء حدث في أحد الأقسام فقط، بينما كانت المولّدات تعمل في بقيّة أقسام المستشفى.

انفجار اسطوانة غاز في مستشفى ماركا: تداوَلت حسابات على وسائل التواصل نبأ انفجار اسطوانة غاز في مستشفى ماركا التخصصيّ، الأمر الذي نفاه رئيس جمعية المستشفيات الخاصّة الدكتور فوزي الحموري، جملة وتفصيلاً.
 

شائعات "الشأن العام"
خصّص مرصد "أكيد" تصنيفاً جديداً لمواضيع الشائعات التي تتعلق بقضايا الشّأن العام، مثل القضايا المتعلّقة بالتربية والتعليم، والتعليم العالي، والقطاع النقابيّ، والقرارات التي تخصّ الأعياد الرسميّة والوطنيّة. 

طالت شائعات الشأن العام في شهر تمّوز موضوع امتحانات الثانويّة العامة- التوجيهي، حيث تكرّر إصدار شائعات تتحدث عن تسريب أسئلة مواد مختلفة قبل بدء الامتحان، فيما نفت التربية ذلك موضحة أنّ تسريباً حدث بسبب مخالفة بعض الطلاب للتعليمات، واصطحاب أجهزتهم الخلويّة إلى قاعة الامتحان، ومن أبرز العناوين الأخرى:

فيديو لاصطياد سمكة قرش في العقبة: أكّد رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصاديّة الخاصة المهندس نايف البخيت أنّ مقطع الـ "فيديو" المنتشر عبر وسائل التواصل، والذي يظهر به أفراد يصطادون سمكة قرش، هو فيديو قديم يعود إلى عام 2013 .
 
كوب ماء وحبّة شوكولاته لركاب الباص السريع: نفى الناطق الإعلاميّ باسم أمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة ما تمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول تقديم كوب ماء وحبّة شوكولاته لمستخدمي الباص السريع.

الدراسة عن بعد في شهر 10: ردّاً على تداول منشور يزعم بأنّ وزارة التربية والتعليم ستبدأ الدراسة عن بُعد في شهر 10، نفت منصّة "حقك تعرف" هذه المزاعم.

الشائعات الأمنيّة:
نفت الجهات الأمنيّة والحكوميّة عدّة شائعات خلال شهر تمّوز، من أبرزها:

سيّدة تستدرج أخرى وتخدّرها ثم تسرقها: نفى مصدر أمنيّ ورود أي بلاغ عن حاثة تخدير سيّدة لأخرى بهدف سرقتها.

ضبط أسلحة وخط إنتاج للدخان في مزرعة:  تداولت وسائل التواصل عدداً من الصور لمداهمة أمنيّة جرت في مزرعة تحتوي على خط لإنتاج الدخان، وأسلحة ومبالغ ماليّة، إلا أنّ الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أكّد أنّ المعلومات المتداوَلة غير دقيقة وتعود إلى خبر قديم.  
 

الشائعات الاقتصاديّة:
تناوَلت بعض الشائعات أخباراً عن رفع أسعار المياه، وأخرى عن إغلاق بعض المصانع لوجود إصابات "دلتا"، ومن أبرز الشائعات الاقتصاديّة خلال شهر تمّوز:

منع العراقيين من العمل في الأردن: نفى وزير العمل يوسف الشمالي وجود أيّ قيود أو موانع تحول دون عمل العراقيّين في الأردن، داعياً إلى توخّي الدقّة فيما يصدر من معلومات.

إلزام أبناء الأردنيّات بالحصول على تصاريح عمل: نفى رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعيّة في مجلس النواب النائب حسين الحراسيس إلزام أبناء الأردنيّات المتزوّجات من غير الأردنيّين المقيمين في المملكة بالحصول على تصاريح عمل، موضحاً أنّ ذلك مقتصر على أبناء قطاع غزّة فقط.
 

الشَّائعات السّياسيّة:
تناولت الشائعات السياسيّة عدّة مواضيع، من بينها تسلّل 5 أشخاص يحملون الجنسيّة الأردنيّة إلى الكيان عبر الحدود، حيث نفت وزارة الخارجيّة ذلك مؤكّدة أنهم يحملون جنسيّات أخرى .

الشائعات الاجتماعيّة:
 تمّ تداول شائعة اجتماعيّة في شهر تمّوز ادّعى مطلقوها اعتداء إمام مسجد على شخص من ذوي الاحتياجات الخاصّة، حيث نفت وزارة الأوقاف ذلك، موضحة أنّ المعتدي كان أحد أقارب الشخص، وقد قام المصلّون وإمام المسجد بالدفاع عنه.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات. من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

ويُذكَر أنّ مرصد "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، إذ تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ"، كما طوّر المرصد مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتّخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

ومن الجدير بالذّكر أنّ الشائعات عادةً ما تنتشر في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة... وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة. ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.