"شخص يحاول إشعال سيجارته باستخدام الكهرباء".. محتوى لا يحمل أي قيمة اخبارية

"شخص يحاول إشعال سيجارته باستخدام الكهرباء".. محتوى لا يحمل أي قيمة اخبارية

  • 2021-12-06
  • 12

أكيد- نشرت وسيلة إعلام محلية على صفحتها العامة على منصَّة النَّشر العلنية "فيسبوك" مقطعًا وحمل عنوان: ليحصد بعض المعجبين كاد هذا الشخص أن يفقد حياته، وتضمّن المقطع محاولة الشخص إشعال سيجارته من خلال وصل أسلاك كهربائية في مقبس الكهرباء الجداري.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، المقطع المصور، وأخضعه للمعايير المهنية والقانونية التي تحكم عمل وسائل الإعلام، ووجد أنَّ الوسيلة ارتكبت عدَّة مخالفات مهنية في ذلك من أبرزها: الاسهام بنشر محتوى خطير وتبادله وإيصاله لجمهور المتلقين  وقد يقلِّده بعض منهم.

وخالفت الوسيلة معيار الفائدة والقيمة الإخبارية التي يجب أن تمتاز به المادة والمحتوى المنشور، حيث لم يحمل هذا المقطع أيَّة قيمة.

وتضمّن المقطع سلوكاً خطيراً، مجانباً لمعايير السلامة، حيث لجأ صاحب المقطع للكهرباء لأجل غاية بسيطة تتمثل في إشعال سيجارة، وذلك باستخدام أدوات بسيطة متوفرة لكل الأفراد، وبهذا كانت وسيلة الإعلام مساعدة في الترويج للفكرة.

 ويعدّ نشر كل ما فيه ضرر على سلامة الإنسان وحياته من أفكار هدّامة، أو مضرّة بصحته، أو فيها تهديد لحياته مخالفة مهنية أخلاقية صريحة.
ويرى (أكيد) بأن الوسيلة لم تراع الفئات العمرية المختلفة في جمهور المتلقين، متناسية العدد الكبير من الأطفال والمراهقين والشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يميلون لمحاكاة ما يتابعونه، وبخاصة الأفكار الغريبة التي قد تحمل معاني التحدي والمنافسة وذلك للنجاح في تطبيق الفكرة بين أقرانهم.
وبتحليل (أكيد) للمقطع يتبين أنه يحتوي على ترويج لعادة "التدخين"، والتعامل معها على أنها أمر طبيعي مقبول، وهي من العادات غير الصحية التي يحظر على الإعلام الترويج لها بكافة الأشكال من خلال المواد الإعلامية المختلفة التي تطرحها، وفي المقطع يظهر أن المُستنكَر هو كيفية إشعال السيجارة وليس التدخين بحد ذاته، وهي رسالة قد تصل إلى جمهور المتلقين من الأطفال والشباب.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام، إلى التزام المعايير المهنية والأخلاقية في نشر المقاطع المنتقاة عن وسائل التواصل الاجتماعي، والاهتمام بما فيه دعوة وترويج للأفكار الصحية، والسلوكية السليمة، لمدى تأثر فئات صغار العمر بما يقدمه الإعلام من مواد إعلامية تعتبر مرجعاً ومصدراً معلوماتياً سلوكياً لهم. ويذكّر (أكيد) بأن غايات نشر المواد الإعلامية يجب أن تكون واضحة مباشرة تهدف أولاً أخيراً إلى تحقيق المصلحة لجمهور المتلقين، ولا يكفي استخدام عناوين تحمل معاني الاستنكار أو الانتقاد أو التندّر، بينما تحتوي المادة المنشورة مكتوبة كانت أو مسموعة أو مرئية على ترويج لأفكار هدامة ومضرة بأفراد المجتمع.