بعد الكشف عن " إنهاء إجراءات كورونا" ... ما المطلوب من وسائل الإعلام اليوم؟

بعد الكشف عن " إنهاء إجراءات كورونا" ... ما المطلوب من وسائل الإعلام اليوم؟

  • 2021-12-31
  • 12

أكيد – مجدي القسوس -أعلن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن الحكومة بصدد الإعلان المتدرج خلال الأسابيع المقبلة عن إنهاء الإجراءات المتعلقة بجائحة كورونا، مشيرًا إلى أن أبرز تلك الإجراءات المقرّر رفع القيود عنها تتعلق بالقطاع السياحي وتسهيل وصول السياح إلى المملكة، بالإضافة تقليص عدد الفحوصات اليومية بهدف الانتقال إلى مرحلة التعايش مع الوباء بمتحوراته المختلفة.

وما أن كشف الخصاونة عن ذلك، حتى سارعت وسائل إعلام بنشر التصريح عنوانًا رئيسًا لموادها، وبخاصّة أنَّ الإعلان عن ذلك يترافق مع قيام عدد من الدول برفع القيود المتعلقة بوباء كورونا كالنرويج وكندا وغيرها، بالإضافة إلى لهفة المواطنين إلى الحرية من الكمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها من السلوكيات التي فرضتها الجائحة على الحياة العامّة.

ووسط فرحة استقاها مرصد مصداقية الإعلامي الأردني "أكيد" في نشر وسائل إعلام للتصريح، إلا أن المرصد يتلمّس مخاوف من أن يرافق رفع القيود عن الجائحة تراجع التغطيات الإعلامية والاهتمام المتواصل في نشر المحتوى المتعلّق بالوباء، وبخاصّة أن رفع القيود عن إجراءات الوقاية من الجائحة تتطلب تغطية إعلامية خاصّة لتوعية البشرية وإرشادها، تأكيد ضرورة الرقابة الذاتية على الوقاية الصحية من كورونا وما قد يليه من متحوّرات قد لا تكشف عنها المختبرات في حال تقليص عدد الفحوصات.

وفي رصد نوعيّ لتغطيات المواقع الإلكترونية للجائحة في الأيام الأخيرة استكشف المرصد التوجُّه التحريريّ لدى معظم تلك المواقع، والذي اقتصر على نشر بيانات الإيجاز الصحفي اليومي، ما يوحي باستسهال ذهبت إليه كعظم تلك الوسائل، وأخفته من خلال إبراز الأرقام المرتفعة الصادرة عن الإيجاز بهدف لفت الانتباه وتضخيم الحدث، والتنويع في عنونة الأخبار:

193 ألف حالة كورونا نشطة بالأردن

21 وفاة و14048 اصابة كورونا جديدة في الاردن

ارتفاع اصابات كورونا المحلية النشطة إلى193 ألفا و672 حالة

واللافت للانتباه أنَّ معظم وسائل الإعلام لا تزال تنشر هذه الأرقام فور صدورها مصنَّفة تحت بند "عاجل"، وهو ما لم يعد يقدّم أهمية إخبارية في الوقت الذي بات فيه الوباء منتشرًا وينبّئ بأرقام ضعف ما يتم الإعلان عنه.

كما وباتت تكتفي معظم وسائل الإعلام بنشر الأخبار العامة المتعلقة بالوباء، والتي تأتي على شكل تصريحات أو بيانات صحفية عن مؤسسات أو آراء، ما يدل على إهمال تلك الوسائل للجائحة والعمل خارج سياقها، بل ذهبت إلى رصدها مثلها مثل كافة الأحداث التي تتصدَّر الأجندة الإعلامية يوميًّا.

ولم يرصد (أكيد) في جولته بين وسائل الإعلام تميُّزًا لوسيلة عن أخرى في تناولها للجائحة، أو تأسيس أي منها لإعلام صحيّ فعّال يتعاطى مع الازمات التي باتت محور قضايا العالم اليوم بهدف تجنيب الجمهور تبعات تلك الأزمات وويلات الأوبئة المتتالية.

 ويرى (أكيد) أنَّ "الإعلام الصحي" بات اليوم خطوة ضروريّة في معظم وسائل الإعلام وغرف الأخبار التي توفرها القنوات التلفزيونية، كما أنه من الضروري تأسيس فريق تحريريّ متخصّص يمتلك ما هو كاف من المهارات والثقافة ووسائل الإبداع، ومهارات التحليل والمقارنة، بهدف مواجهة "وباء المعلومات" الذي يصيب الإعلام اليوم، والأخذ بيد الجمهور بعيدًا عن محاولات إغراقهم بالمعلومات الخبيثة أو المغلوطة التي تتسبّبها ألسنة غير متخصّصة، ومواجهة تصريحات المسؤولين بالحقائق العلمية.

ويتمثّل دور الفريق التحريري الخاص بقسم الإعلام الصحي بتطوير الأدوات المتعلقة بالتعاطي مع الإعلام الصحي وأن تضعه في مقدمة الأجندة الإعلامية، وتنتقل به إلى منصّات التواصل الاجتماعي التي تختصر الوقت في الوصول إلى الجمهور من خلال إعداد مواد رقمية تفاعلية تعطي المتلقي المعلومة الدقيقة، وهو ما سينعكس بالضرورة على حجم ونوع التغطية.

وفي الوقت الذي يرى فيه أكيد قلة اهتمام القنوات التلفزيونية والإذاعية بالبرامج والأخبار التي تتناول صحة الإنسان، وباتت تتعامل معها كأخبار عادية، فإنه يرى من الضروري اليوم تأسيس الفريق الخاصّ بالإعلام الصحي وترسيخ جهوده لجعل العناية بالصحة وتثقيف الإنسان في مقدمة أولويات الوسيلة، وبخاصّة أن الأوبئة ولّدت اليوم حربًا تماثل الحروب السياسية التي تهدد العالم.

والمطلوب اليوم من معظم وسائل الإعلام المرئية إنتاج برامج جديدة أو فقرات جديدة أو تخصيص حلقات من برامج قائمة لتناول الجائحة، والبحث في تبعات "ما بعد الجائحة"، كما أن على وسائل الإعلام الإلكترونية تخصيص صفحات جديدة في مواقعها بحيث تضم مستجدات الوباء، وجعل التواصل الإعلامي في هذا المجال أكثر فاعليّة، لخسائر أقل في المرات القادمة.