عمَّان 25 نيسان (أكيد)-عهود مُحسن-نشرت وسيلة إعلام محلية مادة صحفية، ذكرت فيها تفاصيل محاولة انتحار سيدة في إحدى الدوائر الحكومية، ومحاولة أحد أفراد الأمن العام منعها من ذلك وحملت عنوان: "دركي يمنع كارثة في أراضي شرق عمان".
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المادة المنشورة وتبين أنَّها وصفت حادثة الانتحار بتفاصيلها الدقيقة متجاوزة قاعدة أساسية من أخلاقيات العمل الصحفي بوجوب حفظ الإعلام كرامة الإنسان وخصوصيّته في مواقف الضَّعف الإنساني، كتَعرّضِه للحزن أو الانهيار النفسي أو أية سلوكات يمكن أن تَمس من كرامته الإنسانية أو تُشكِّل وصمة بحقة.
ولاحظ (أكيد) أنَّ المادة الصَّحفية استخدمت أوصافًا وتعابير تنطوي على عنف وكلمات غير لائقة لا بحقِّ الطَّرفين، مما قد يتسبب للسيدة بوصمة تُلحق ضررًا بها مع مرور الوقت خصوصًا مع تحديد مكان وزمان الحادثة، وتجاوزٍ على احترام حقِّ المرأة في الحماية من التشهير، حيث نصَّت المادة (11) من ميثاق الشرف الصحفي على أن يلتزم الصحفيون باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وذلك طبقًا للمبادئ الدولية وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المعمول بها في المملكة.
وتبين لـ (أكيد) أنَّ المادة الصَّحفية اعتمدت على رواية واحدة، وأغفلت مبدأ الموضوعية والحيادية وتعدد المصادر للتَّحقق من المعلومات بنسبة الرواية لشهود عيان مجهولين، وعدم التحقق من المعلومات من مصدرها، خصوصًا أن الحادثة وقعت في مؤسسة رسمية حكومية، ما يعني وجود أشخاص معنيين يمكن التوثق من الواقعة من خلالهم، وهو ما غفلت عنه المادة الصحافية خلافًا لميثاق الشرف الصحفي ولرسالة الصحافة التي تقتضي الدقة والموضوعية.
ويذكّر (أكيد) أنه لا بدّ للإعلام من تقدير الفائدة المتأتية من قرار النّشر من عدمه، والذي يقوم على مبدأين، هما، حق الجمهور في المعرفة والفائدة المتحقّقة من الخبر، وبناءً عليهما لا يرى (أكيد) أيّ فائدة للجمهور بمعرفة تفاصيل الحادثة وذكر أسلوب وأدوات الانتحار لما في ذلك من خطورة على نفوس المتلقين.
وينبه (أكيد) إلى أن نَشْرُ أخبار الانتحار من الانتهاكات الأخلاقيّة المُجمَع عليها دوليًّا، وقد يُعدّ تشجيعًا على استخدام الانتحار كوسيلةٍ للضّغط على الجهات الحكوميّة والخاصّة لتحقيق المطالب الفرديّة، وأنَّ هذه التغطيات قد تُسهِم في تشجيع الأفراد الذين يعانون من أزماتٍ نفسيّةٍ، ممّن تراودهم فكرة الانتحار، على الإقدام عليها أسوةً بما يَرَون في التّغطية، وإرشادهم لأدوات ومواد الانتحار وكيفيّته.
ويدعو (أكيد) الصحفيين إلى ضرورة وزن المادة الصحفية وتقدير الحاجة لنشرها بعيدًا عن عناوين الإثارة وجذب الجمهور حرصًا على ممارسة سلوكات فضلى في الإعلام، والتحلي بأخلاقيات العمل الصحفي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني