عمَّان 11 أيَّار (أكيد)-سوسن أبو السُّندس وشرين الصَّغير- سمحت وسائل إعلام محلية مرئية بمرور محتوى غير لائق لا يراعي قيم الأسرة لدى جمهور المتلقين من خلال بثِّها حلقات دراما في شهر رمضان المبارك، ولم تلتزم بالمعايير المهنية التي تضبط عمل وسائل الإعلام عند قيامها بعرض هذا المحتوى على شاشتها.
وتشير المعايير العالمية لمهنة الصَّحافة والإعلام، والتي يعتمد عليها مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، في تقييم ما يخرج من بوابات وسائل الإعلام، إلى أنَّ على هذه الوسائل الالتزام بالمبادىء الأخلاقية التي تتضمن احترام كرامة الإنسان وقيمة الحياة الإنسانية، وعدم تبرير الشَّر والخطيئة والجريمة والأعمال الخاطئة، وممارسة كبح تصوير الأنشطة الموجهة ضد المجتمع، وعدم إظهار تفصيلات أعمال القسوة والضَّعف الجسدي والتعذيب والإساءة، وعدم الإساءة إلى الديان، والابتعاد عن نشر المحتوى الجنسي أو الإباحية الضَّارة، والابتعاد عن الإساءة للحياة الخاصة بالأفراد وكرامتهم الشَّخصية، وعن استخدام اللغة والمحتوى غير اللائق.
ويبين المبدأ الثَّاني من هذه المعايير أنَّ على وسائل الإعلام الالتزام بالمصلحة والخدمة العامة من خلال الالتزام بالتشريعات النافذة، ومواثيق الشَّرف الصَّحفية ومدونات السلوك التي أقرها المجتمع الإعلامي الأردني، والالتزام بأولوية تغطيات الشؤون والقضايا المحلية، وعدم نشر أو بث مضامين تدعو أو تحرِّض على العنف أو نشر الجريمة، والالتزام بالهوية الوطنية الأردنية الجامعة والثقافة المحلية، والابتعاد عن نشر خطاب الكراهية، واحترام قيم الأسرة.
وبناء على هذه المعايير، تتبع مرصد (أكيد) على مدار 29 يومًا من شهر رمضان المبارك ثلاثة أعمال درامية، وثلاث برامج مسابقات على قناتين محليتين واحدة تتبع للقطاع الخاص والثَّانية للقطاع العام، وعُرِّض اثنان منها على القناة العامة وقت إفطار الصَّائمين وقبل ساعة من وقت الإفطار.
ويشير (أكيد) إلى أنَّ عملية رصد ومتابعة ما بثَّته وسائل الإعلام خلال شهر رمضان من أعمال درامية ومسابقات لجمهور المتلقين، لا يشمل تقييم هذه الأعمال وجودة محتواها وطريقة عرضها، وإنَّما يشمل ما سمحت وسائل الإعلام بمروره من خلال شاشتها لجمهور المتلقين دون الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية التي تضبط عملها في مثل هذا النَّوع من التَّغطيات.
وتبين من خلال رصد (أكيد) أنَّ حلقات درامية ساخرة تمَّ بثها وقت ذروة المشاهدة بعد الإفطار مباشرة، تضمَّن بعض الحوار فيها ألفاظًا غير مناسبة لجميع فئات المشاهدين، ولم تلتزم الوسيلة الإعلامية بحذفها أو الإشارة في بداية البث إلى أنَّ بعض اللغة المستخدمة في هذه الحلقة غير مناسبة لفئات من المتلقين خصوصًا الأطفال، ولم تُثبِّت أعلى الشّاشة الفئة التي يُسمح لها بالمشاهدة والاستماع لمثل هذه الألفاظ.
ورصد (أكيد) في عدد من الحلقات الدرامية عددًا من مشاهد العنف التي كان يجب التنويه لوجودها، حتى تستطيع العائلة منع أطفالها أو على الأقل تجنب حضور من هم في سن لا تتناسب والمشهد الذي سيُعرض.
في برامج المسابقات التي رُصدت من قبل فريق إعداد هذا التقرير المتخصِّص تبيّن ضعف إعداد عدد من مقدِّمي هذه البرامج لعدد من الحلقات ووقوعهم في أخطاء كان يمكن تجنّبها بالاطلاع المسبق على مادة العرض قبل البدء بالبث.
ورصد (أكيد) يوم 20 نيسان 2022 قيام وسيلة إعلام محلية بعرض حلقة من برنامج حواري حملت عنوان: "الدراما الأردنية: التَّنافسية والإنتاجية"، واستضافت فيه نقيب الفنانين الأردنيين ومنتجًا أردنيًا، وناقشت واقع حال الفن الأردني، لكنَّها كانت التَّغطية الوحيدة التي رصدها (أكيد) في هذا المجال. ويرى (أكيد) أنَّ وسائل الإعلام كان يجب أن تقوم بعمل تغطيات أوسع وتركز على المحتوى المعروض ومدى معالجته لواقع الحال في الأردن في المجالات كافة.
ورصد (أكيد) عددًا من المنشورات على منصَّات التَّواصل الاجتماعي انتقدت، وحلَّلت عددًا من الأعمال الدرامية التي عُرضت، ووصل الحال في بعضها إلى التّهكم والسخرية على ضعف الإنتاج والمحتوى، ونشر معلومات أكّدت من خلالها مرور معلومات خاطئة ومغلوطة وغير دقيقة عبر شاشات أردنية، وتساءلوا عن تدقيق الجهات الرَّسمية على المحتوى الذي يمس قضايا محورية ومفصلية من تاريخ الأردن.
ولم يرصد (أكيد) اهتمام أيَّ وسيلة إعلام محلية أو الجهات الرقابية على المحتوى المرئي بآراء جمهور المتلقين وتعليقاتهم على الحلقات الدرامية والساخرة التي عُرضت سواء كان هذا الاهتمام بنقل وجهات نظرهم من قبل وسائل الإعلام، أو الحصول على تعليق من الجهة المسؤولة عن هذه الحلقات، أو من جهات إنفاذ القانون ولجنة شكاوى الإعلام.
ويرى (أكيد) بعد هذا الرَّصد ما يلي:
أولًا: أنَّ مسؤولية ما يخرج من بوابات التَّحرير والنَّشر ووصول المحتوى لجمهور المتلقين هو من اختصاص وسيلة الإعلام لا منتج وكاتب العمل ومخرجه أو كادر التمثيل والتصوير.
ثانيًا: يجب على وسيلة الإعلام أن تضع تعليمات مشاهدة الحلقات وفئة المشاهدين الذين يناسبهم المحتوى المعروض، وهل تحتوي لغة غير مناسبة أو مشاهد عنف؟
ثالثًا: يجب أن تضع وسيلة الإعلام ضوابط لحركات الجسد والانفعالات ومستوى الصَّوت الذي يظهر بها مقدِّم البرنامج، وأن تكون هذه بمثابة دليل عمل لهذه الوسيلة ومن يعملون فيها.
رابعًا: الالتزام بضوابط ومعايير النَّشر هو التزام أخلاقي تجاه جمهور المتلقين، واحترام لقيم الأسرة والمجتمع وليس قيدًا على حرية النَّشر.
خامسًا: يجب أن تنتبه وسائل الإعلام للمحتوى التَّاريخي الذي يتم بثَّه من خلال شاشاتها والتَّدقيق في المعلومات الواردة فيها حتى لا تُسهم بالتَّضليل والتَّشويش وتضارب المعلومات عند جمهور المتلقين.
سادسًا: على وسائل الإعلام الحذر عند نشرها الأعمال الدرامية السَّاخرة بحيث لا تُسهم بازدراء عادات المجتمع وسجاياه الطَّيبة، وتسخيف وتسطيح اللهجة لعدد من فئات المجتمع.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني