عمّان الأول من حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسيلة إعلامية محلية خبرًا بعنوان "الصبيحي: راتب تقاعد لكلِّ منتحر"، وتضمَّن في متْنِه شرحًا عن شروط صرف راتب تقاعد الوفاة للمُنتحر المؤمن عليه وفق أحكام قانون الضَّمان الاجتماعي.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنَّ وسيلة الإعلام وقعت بمخالفة مهنية تمثّلت بعدم الدِّقة بين العنوان والمتن؛ ويشير العنوان إلى تحريض على الانتحار، حيث يوحي بصرف راتب تقاعدي لكلِّ شخص يقوم بالانتحار.

ويشير (أكيد) إلى أنَّ الأصل بالعناوين الصَّحفية، وفقاً لمبادىء العمل الصحفي ومعاييره، أن تُوجّه القارئ إلى أهمية الخبر، وتعلن عن محتواه، وبالتالي تساعده على تتبع أهم الأخبار دون تضليل او تشويش.

ويذّكر (أكيد) بأَّن من بين معايير التحقّق التي يعتمدها في فحص مصداقية المحتوى الإخباري، ما يتعلق بالعنوان، وهي: هل العنوان واضح؟ هل يرتبط بالمادة؟ هل يدل على المادة؟ هل ينحاز لجهة ما؟ وهل يحض على الكراهية، أو يحرِّض عليها؟

وتشير المادة (9) من ميثاق الشَّرف الصَّحفي، إلى أنَّ رسالة الصِّحافة تقتضي الدِّقة والموضوعية، وفي هذا الإطار يلتزم الصِّحفيون بأن يكون عنوان المادة معبرًا بدقة وأمانة عن المادة الصَّحفية المنشورة.

وتُعدّ حوادث الانتحار من القضايا الحسَّاسة في مهنة الصحافة من ناحية وجوب تغطيتها باعتبارها قضايا تهم الرَّأي العام، صاحب الحق في المعرفة، أو الامتناع عن التَّغطية لوجود مخاوف من إسهام الإعلام في التَّشجيع على الانتحار.

ويُذكّر (أكيد) وسائل الإعلام بضرورة مراعاة الإرشادات المهنيّة والأخلاقيّة في التغطيات التي تتعلّق بالانتحار؛ نظراً لحساسيّتها، وضرورة الامتناع عن تقديم المعلومات التي لا تهمّ الشأن العام، أو تنعكس سلباً على سلوك المجتمع.