عمَّان الأول من حزيران (أكيد)- تقرير: أفنان الماضي- كاريكاتير: ناصر الجعفري- سجَّل عدد من دول العالم إصابات بفيروس جدري القرود خلال الفترة الأخيرة، وبدأت معه التَّغطية الإعلامية على مستوى العالم ومن بينها الأردن. ولأهمية هذه القضية وتأثير الإعلام المتوقع بها، فقد وضع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وسائل الإعلام المحلية تحت المجهر، ولاحظ تغطية القضية بتوازن، ودون مبالغة وتهويل.
ورصد )أكيد( تعامل الإعلام المحلي مع الموضوع خلال الفترة الواقعة بين 14-25 أيَّار، وتبين لـه التزام الوسائل بالممارسة الفضلى في نقل المعلومات الواردة عن منظمة الصحة العالمية، ونقل تصريحات الجهات الرسمية كوزارة الصحة ولجنة الأوبئة.
وعملت الوسائل المرصودة على توضيح طبيعة المرض وأعراضه وطرق انتشاره، والإعلام عن الحالات المكتشفة عالميًا نقلًا عن وكالات إعلام خارجية.
وبدا جليًا لـ (أكيد) حرص بعض وسائل الإعلام على تهدئة الجمهور وتنبيهه لأهمية تلقي الأخبار المتعلقة بالمرض من مصادر موثوقة، وعدم الاستجابة لأيِّ مصادر تسعى لنشر الأكاذيب والشائعات وإثارة الذعر دون مبرر.
واعتنت الوسائل بإظهار آراء الخبراء والمختصين في المجال الطبي محليًا، والتي حملت بمجملها رسائل مطمئنة عن المرض، وعدم تشابهه مع فيروس كورونا المستجد وطفراته من حيث سرعة الانتشار أو التسبب بالوفاة.
ولاحظ (أكيد) عدم انسياق وسائل الإعلام المرصودة وراء الشائعات التي أطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالمرض، كارتباطه بنفوق الأسماك في وادي الأردن، أو بكونه ناجمًا عن مؤامرة مخطط لها، أو الادّعاء بأن سبب انتشاره هو ضعف المناعة الناتج عن تلقي لقاح كورونا، أو تكذيب البعض للأخبار الواردة عن المرض جملة وتفصيلًا، أو ادِّعاء آخرين بأنَّه هو نفسه مرض التقرّحات التي تصيب الجلد (Herpes) رغم عدم اعتراف جهات عالمية بذلك.
ونقلت وسائل إعلام ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بحيادية ودون إطلاق الأحكام أو الاستنتاجات، فيما يتعلق بالتقرير الصَّادر عن مؤتمر ميونخ للأمن والذي اشتمل على حالة دراسة افتراضية تتحدث عن انتشار فيروس جدري القرود في أيَّار من العام الجاري، وكانت الحالة الدراسية المفترضة تهدف إلى فهم مدى قدرة الدول على التعامل مع أي هجوم بيولوجي.
وعلّق بعض الخبراء المحليين على التقرير مؤكدين صحته، مع عدم إطلاق حكم على حقيقة الرابط بين التقرير والأخبار المتداولة عن انتشار الفيروس.
ورصد (أكيد) موجة سخرية وتندر اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ضجّت بالعديد من النكات المتعلقة بالفيروس واسمه، ولاحظ (أكيد) اكتفاء الإعلام بنقل حالة التندر على صفحاته دون الانسياق خلفها أو محاكاتها.
ورصد (أكيد) عددًا من المواد الإخبارية التي تضمّنت صورًا تُظهر بعض أجزاء الجسم، تنتشر عليها البثور والحبوب.
وقيّم (أكيد) الصَّور والأثر الذي قد يؤدي إلى الذعر لدى القارئ، ولم تعمل الوسائل على توضيح حقيقة الصور ومدى ارتباطها بالمرض فعليًا، أو كونها مجرد صور تعبيرية.
ويوصي (أكيد) وسائل الإعلام بمواصلة تغطية فيروس جدري القرود بالنهج القائم نفسه على التوازن والموضوعية، واستقاء المعلومات من مصادرها الرَّسمية المتمثلة بمنظمة الصِّحة العالمية، والمصادر الطِّبية المحلية، والحرص على تقديم التفاصيل المهمة كافة للمواطنين دون تهويل أو استخفاف وتجاهل، وهو ما يضمن إيصال المعلومة للمتلقين بصورة معتدلة ومتوازنة، ونشر الوعي اللازم لكبح انتشار المرض في حال ظهوره محليًا.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني