وسيلتا إعلام عربيتان تتسابقان لانتهاك أخلاقيات الصِّحافة في قضية مقتل طالبة جامعية أردنية

وسيلتا إعلام عربيتان تتسابقان لانتهاك أخلاقيات الصِّحافة في قضية مقتل طالبة جامعية أردنية

  • 2022-06-26
  • 12

عمَّان 27 حزيران (أكيد)-لقاء حمالس- تسابقت وسيلتا إعلام عربيتان لإجراء لقاءات صحفية مع والد ووالدة الطَّالبة الجامعية التي تعرضت لجريمة قتل في إحدى الجامعات الأردنية، وانتهكت أدبيات الصِّحافة والمعايير المهنية الأخلاقية التي تقوم عليها المهنة والتي تمنع نشر صور الإنسان في حالات الضَّعف والظروف الصَّعبة والقاسية.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مقابلتين صحافيتين للوسيلتين وكانتا في بداية وقوع حادثة القتل وتلقي ذوي الضَّحية الخبر وكان من الطَّبيعي أن تكون حالهم صعبة وقاسية ومن الواجب على وسائل الإعلام الابتعاد عنهما وخفض صوت الإعلام تجاههما لكن الوسيلتين قدَّما السَّبق الصَّحفي على نُبل المهنة وأخلاقياتها المهنية.

ووجد (أكيد) أنَّ إحدى الوسيلتين ارتكبت عدة مخالفاتٍ مهنيّة وأخلاقية بإجرائها مقابلة مصورة مع والد الطالبة الجامعية بعد قتلها بفترة قصيرة جداً، متجاهلة وجود الأب تحت تأثير الصدمة لفقدان ابنته في حادث قتل مؤلم، وعدم الامتثال لأخلاقيات العمل الصحافي التي توجب احترام خصوصية والد الضحية وكرامته الإنسانية، في ظل حالة الضَّعف الإنسانية التي يمر بها، وبخاصة أن انتشار صور الأب على مواقع التواصل الاجتماعي سيحرمه مستقبلًا من حقه بالنسيان.

ويشدِّد (أكيد) على وجوب التزام الوسائل الإعلامية بالتوازن الدقيق بين حق الجمهور في المعرفة والحصول على المعلومة، وبين المعايير المهنية والأخلاقية الناظمة لعمل الوسائل بعامة وفي مقدمتها الوسائل المحترفة، والتي لا تجيز تقديم السَّبق الصحفي على حساب حقوق الإنسان الأساسية في المجال الإعلامي.

وسيلة إعلام عربية لم تكتف بذلك، بل واصلت النَّشر للمعطيات التي تمكنت من الحصول عليها حول جريمة قتل الطالبة في جامعة العلوم التطبيقية إيمان إرشيد حتى بعد قرار محكمة الجنايات الكبرى  بحظر النشر، والذي يمنع نشر أي معلومات تتعلق بالقضية أو مجريات التحقيق فيها أو نشر وإعادة نشر أو تداول أي صور أو فيديوهات تتعلق بهذه القضية، شاملًا كافة وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي، كي لا يؤثر ذلك سلبًا على  مجريات التحقيق فيها، وبالتالي على سير العدالة.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الأخبار التي تم تداولها من لحظة إعلان قرار النشر عن القضية، وراقب مدى التزام وسائل الإعلام بعدم النشر، ولاحظ أن الوسيلة  الخارجية  ما زالت تنشر في هذا الملف، ولم تتوقف عن ذلك برغم كل التحذيرات الموجهة لجميع وسائل الإعلام.

 وحمل التقرير الأول الذي نشرته هذه الوسيلة بعد المنع عنوان:  "6 رصاصات بالرأس أردتها.. جديد عن قاتل الطالبة الأردنية"، كذلك نشرت تقريرًا آخر تحت عنوان: "الأمن يقترب من قاتل الطالبة الأردنية ..ويداهم منزله". هذا بالرغم من أن هذه الوسيلة نفسها قامت بنشر خبر المنع بعنوان: "جريمة هزت الأردن .. حظر النشر بقضية مقتل إيمان إرشيد".

وسيلة الإعلام الثَّانية قرَّرت أن تتجه لوالدة الطَّالبة الضَّحية وكان حجم الضَّعف الإنساني والحزن كبير وكان بإمكانها تجنيب الأم هذا التَّصريح خاصَّة وأنَّ ظروفها لا تسمح والمعايير أيضًا تقِّيد النَّشر في مثل هذه الظروف.

وتبين ل(أكيد) أنَّ الوسيلتين لم تراعيا حق الإنسان بالنسيان ووثَّقت لحظات الضَّعف للأب والأم ونشرتها صوتًا وصورة وبالتالي ستدوم أيَّاما  طويلة على محركات البحث ولن يكون النسيان واردًا لهم، وهذا ما تعلمه وسائل الإعلام جيدًا.

ويوصي (أكيد) على وجوب تقيد سائر وسائل الإعلام بقرار حظر النشر بما في ذلك الوسائل الخارجية ما دام أنَّه يمكن مشاهدتها في الأردن، أو متابعة  موقعها الإلكتروني،  أو مواقعها للتواصل الاجتماعي.