"من غرفة نوم طالبة جامعية قتيلة في الأردن".. وسيلة إعلام عربية تستمر بانتهاك قيم الصِّحافة

"من غرفة نوم طالبة جامعية قتيلة في الأردن".. وسيلة إعلام عربية تستمر بانتهاك قيم الصِّحافة

  • 2022-06-27
  • 12

عمّان 28 حُزيران (أكيد)- شرين الصّغير- حازت قضيّة قَتْل طالبة في حرم جامعتها اهتمامًا واسعًا لوسائل إعلام محليّة وعربيّة ووسائل التّواصل الاجتماعي، لكنَّ عددًا منها انتهكت أدبيّات وأخلاقيّات النّشر الصَّحافية ولم تتوقف عن ذلك، وتمّ تسليط الضّوء على ذوي الضّحيّة دون مراعاة الحالة النّفسيّة لهم، لتصل إحداها إلى عنوان يقول:

دموع وألم وحسرة ..... في منزل الطَّالبة الأردنية 

وانتقل هذا المحتوى المخالف لوسائل إعلام أخرى من بينها: (شاهد) والدة إيمان إرشيد: نار تحرق قلبي وشو ما أعمل أنا ما بنام.

 المقطع المصور نشرته الوسيلة العربية وتمّ تداوله عبر منصّات التّواصل الاجتماعي وعبر الهواتف الذكيّة، ظهر فيه مراسلة القناة برفقة الأم داخل غرفة الضّحيّة وتصوير الأم وهي مكلومة وفي حالة ضعف وانهيار، رغم أنَّ معايير الصِّحافة تصنِّف هذا المحتوى بأنَّه لا يحمل أيَّ قيمة إخبارية، ويحمل أثرًا نفسيًا صعبًا ومؤذيًا.

وتعدَّدت ممارسة الانتهاكات من قِبل هذه الوسيلة ومخالفاتها في تغطياتها لجريمة القتل التي لحقت بفتاة جامعية أردنية ونشرت مقاطع مصورة دون مراعاة حالة الذهول والصّدمة التي تعاني منها العائلة وما سيكون حالهم عليه مستقبلًا.

 ورصد مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني(أكيد) وقوع الوسيلة في مخالفات مهنية وأخلاقية وقانونية متعددة، ومنها:

أولًا: انتهاك خصوصية عائلة الضحية، وتصويرهم في أوقات صعبة بعد وقت قصير من تعرض ابنتهم للقتل، حيث أعطت الوسائل أولوية لتغطية الحدث وتسجيل سبق صحفي على حساب مشاعر ذوي الضحية.

ثانيًا: لم تلتزم وسائل الإعلام المرصودة باحترام الكرامة الإنسانية لذوي الضحية وهم في حالة ضَعف شديد، فأخضعتهم لمقابلات ليست ذوقيمة إخباريّة ولا تضيف شيئًا للقضيّة.

ثالثًا: ساهمت وسائل الإعلام من خلال كثافة التغطية التي قامت بها، وتركيز الأضواء على ذوي الضحية، بمزيد من التأويلات والتفسيرات والشائعات التي أطلقت على منصات التواصل الاجتماعي.