عمّان 3 تموز (أكيد) –شرين الصّغير- نشرت وسيلة إعلام محليّة مقطعًا مصورًا بعنوان: طالب توجيهي: لو طلع ابو جهل يحل ما حل يحتوي مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة، تتمثل بتصوير عدد من طلّاب الثانوية العامّة حال خروجهم من الامتحان وأخذ آرائهم بالأسئلة وعدم فرض رقابة على المحتوى غير اللائق الذي يخرج منهم في هذه الفئة العمرية، والتي من شأنها أن تُسهم بنشر كلام وآراء لا يعيها الطّالب وغير مُدركٍ لعواقبها، مايجعله عُرضةً للتّنمر وخطاب الكراهية.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التّعليقات التي رافقت المقطع المصور والذي أيضًا انتشر على مجموعات واتساب وحسابات مشتركين على منصَّات التَّواصل الاجتماعي وتبين أنَّ عدد كبير من هذه التعليقات كانت استهزاءً بالطّالب وتهكُّمًا على إجاباته، التي بدورها قد تؤثرسلبًا على الطالب ونفسيّته بالإضافة إلى التَّنمر وخطاب الكراهية رغم أنَّ هناك كثيرًا من الطَّلبة قد يتحدث بشكل أكثر منطقية وواقعية ومنع مرور محتوى غير لائق بهذه الصورة.
ويرى (أكيد) أن لا قيمة إخباريّة ولا فائدة مضافة من إجراء مقابلات لطلبة الثّانويّة العامّة وحتى ذويهم، لأنّهم في حالة من التوتّر، ومن الممكن أن يتكلّم بعضهم بكلام دون إدراكٍ للعواقب، فتعود سلبًا عليهم وتُعرِّضهم للتّنمر وللمضايقات اللّفظية من قِبل مشتركي مواقع التّواصل الاجتماعي، وأنّ وسائل الإعلام شُغلت بالسّبق الصّحفي، دون الاكتراث إلى المعايير الأخلاقية والمهنية، إذ من المفترض أن تحفظ وسائل الإعلام كرامة الإنسان وعدم الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال.
وينوّه (أكيد) أن على وسائل الإعلام نشر ما فيه فائدة وقيمة لجمهور المتلقّين، ولا ينصبّ جلّ اهتمامها إلى جذب أكبر عدد من المشاهدات وملاحقة (الترند)، وأنّ تغطية أخبار امتحانات الثانوية العامة يأتي من منطلق التوعية لتعليمات وإرشادات للطّلبة المتقدّمين للامتحان، وليست مآلًا ليقع الطّالب فريسة سهلة أمام المتنمّرين، إلا أن التغطيات الإعلامية قد تفضي إلى نتائج عكسية، وتُسهم في نشر خطاب الكراهية دون أن تعي ذلك.
ويبين (أكيد) أنَّ من واجب الوسائل الإعلامية التي تستطلع أراء الطلبة في امتحانات الثانوية العامة أن تأخذ بالاعتبارالالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقيّة، الابتعاد عن التسبب بالالم أو الحرج، الالتزام بالإطار القانوني في حماية الكرامة الإنسانيّة، عدم نشر الصورأو الفيديوهات التي تسيء للأفراد الذين تدور حولهم الاخبار اذا كانت الإساءة اكبر من القيمة الاخبارية، ودرء الضررعن المجتمع أو الأفراد، إذ أن المقاطع المتداولة تصبح صفة ملازمة لصاحبها يتعذر محوها من الذاكرة الإلكترونية، وهذا يشكل مصدرًا للتنمر الذي يمّثّل سلوكًا خطيرًا جدًا، قد يُلحق أذى كبيرًا نفسيًا وعمليًا بالأشخاص المستهدفين، ويتعارض مع أساسيات حقوق الإنسان.
وينوه (أكيد) إلى أنَّ عددًا من وسائل الإعلام ركزت بشكل لافت منذ بداية امتحانات الثَّانوية العامة على نوع محدد من المقابلات تلك التي تحتوي على ألفاظ غير لائقة وغير منطقية ولا تعبر عن كثير من الواقع، وكان دور حارس البوابة في وسائل الإعلام بث المحتوى صاحب القيمة الإخبارية الذي ينفع المتلقين ويوصل الرِّسالة إلى أصحاب القرار.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني