مخالفات للمعايير المهنية في تغطية خبر محاولة شخص الانتحار

مخالفات للمعايير المهنية في تغطية خبر محاولة شخص الانتحار

  • 2017-11-14
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

خالفت عدة مواقع إلكترونية إخبارية عددا من المعايير المهنية بنشرها خبرا بعنوان "أربعيني يحاول الانتحار بـ (حقنة كاز) في الزرقاء"، حيث لم تلتزم بأصول التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة وقدمت معلومات غير مهمة للشأن العام.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" ما نشر في هذه المواقع ورصد عددا من الأخطاء التي تتعلق بتغطية حوادث الانتحار او شبهة الانتحار، وجاءت العناوين كالاتي:

الزرقاء : محاولة انتحار أربعيني عن طريق حقن جسده وصدره بالكاز

الزرقاء: حقن "الكاز" بيده ورقبته بقصد الموت بعد أن سمع هذا الخبر

الزرقاء...رجل اربعيني يحاول الانتحار بحقن نفسه بالكاز

الزرقاء .. حقن نفسه بـ" الكاز" قاصدا الانتحار

ولم يتحر أحد هذه المواقع الدقة بنقله معلومة غير صحيحة وهي "هرعت كوادر الدفاع المدني لمنزل المواطن وقامت بنقله الى مستشفى الزرقاء الحكومي لإسعافه"، حيث نفى الرائد إياد العمرو مدير إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في مديرية الدفاع المدني في حديثه مع "أكيد"، صحة ما ورد مؤكدا أنه "لم يصل إلى كوادر الدفاع المدني في الزرقاء أو غرفة العمليات مثل هذه الحالة".

وأكد الطبيب في مستشفى الزرقاء الحكومي الدكتور أشرف الصعوب المشرف على الحالة في اتصال هاتفي مع "أكيد"، أن المريض والبالغ من العمر 39 عاما وصل المستشفى برفقه أخيه، وبما أنها حالة مصنفة قضائيا، باشر الأمن التحقيقات والحصول على إفادة المريض ومن يرافقه واعتماد التقارير الطبية.

ووقعت تلك المواقع الالكترونية في خطأ نقلها للوسيلة المتبعة في محاول الانتحار في عنوان الخبر ومتن المادة، خاصة وأنها وسيلة غير عادية وليست مألوفة، وفي دراسة منظمة Samaritans ونشرها مرصد أكيد، يجب توخي الحذر عند نشر الصحفيين للوسيلة المتبعة في الانتحار، حيث أثبتت الدراسات أن تقديم المعلومات حول كيفية الإقدام على الانتحار، دفعت بالعديد من الأشخاص إلى تقليد السلوك نفسه.

ومن هنا يجب على الصحافي عدم تقديم أي معلومات عن الطريقة التي اتبعها الشخص في الانتحار، فعلى سبيل المثال من المسموح أن يقول "شنق نفسه أو تناول جرعة زائدة"، لكن من غير المسموح أن يتحدث عن نوع الحبل الذي استخدمه أو نوعية الحبوب وجرعتها وعددها.

كما يجب أن يتجنب ذكر ذلك في العناوين، حيث يعزز ومن دون قصد الطرق الشائعة للانتحار، وخاصة حينما يتعامل الصحفي مع  حالة استخدمت وسائل غير عادية أو غير معروفة من قبل، حيث أثبتت الدراسات أن حالات الاشخاص الذين يستخدمون مثل تلك الوسائل الجديدة، تنال اهتمام وسائل الإعلام وتحظى بتغطية واسعة مما يدفع الاشخاص ممن يملكون الميول نحو الانتحار إلى البحث عن مزيد من المعلومات حول هذه الأساليب على شبكة الإنترنت.

والتزمت المواقع بتجنبها ذكر سبب الإقدام على محاولة الانتحار، باستثناء موقع إخباري ربط ذلك نتيجة لوفاة صديقه، وهنا نقتبس من الموقع "بحسب شهود عيان فإن المواطن تعب نفسياً في الآونة الأخيرة نتيجة وفاة صديق مقرب له في حادث سير مؤسف".  وبذلك خالف أصول نشر مثل هذه الأخبار، حيث يجب على الصحفي أن يلتزم بعدم نشر وتحديد أسباب الانتحار او محاولة الانتحار، تجنبا لما يسمى "خطر السلوك التقليدي"، فبعض الاشخاص يجدون السمات المشتركة بينهم والمنتحر، من خلال تقديم الصحافي لاسباب الانتحار. فعلى سبيل المثال، في حال ذكر الصحافي أن السبب "ظروف الحياة" سواء الديون أو فقدان الوظيفة، سيدفع بعض من تواجهه ضغوط مالية إلى الانتحار.

ويشدد مرصد "أكيد" على ضرورة نشر خبر صامت فيما يتعلق بمثل هذه القضايا الحساسة وتجنب ذكر المعلومات غير الضرورية، والتي من الممكن أن تنعكس سلبا على المجتمع وتشجع على الانتحار وتؤذي أسرة المنتحر أو ذويه.