خطاب تمييزي ضد المرأة الأردنية في تغطيات كأس أسيا للسيدات

خطاب تمييزي ضد المرأة الأردنية في تغطيات كأس أسيا للسيدات

  • 2018-04-16
  • 12

 

أكيد-أنور الزيادات

رافق نشر أخبار تنظيم ومشاركة المنتخب الوطني في كأس أسيا للسيدات، انتقادات سلبية وأحيانا الفاظ جارحة في بعض عناوين الأخبار التي نشرتها مواقع إخبارية، ما شكل خطابا تمييزيا تجاه المرأة خاصة ضمن التعليقات المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي.

ويتمثل دور الإعلام في القيام بنقل الخبر وكتابة التحليل الفني واعداد التقارير، في إطار من المهنية والموضوعية دون تجاوزات مهنية وأخلاقية كالتي رافقت تغطيات الخسائر الثلاث المتتالية للمنتخب النسوي الأردني التي تعرض لها بسبب الأداء الفني أمام الفلبين 1-2 ثم تايلاند 1-6، وأخيرًا الصين 1-8.  

ورصد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) العديد من العناوين التي تناولت مشاركة المنتخب في البطولة ومن هذه العناوين: "النشميات" يخسر أمام تايلاند في كأس آسيا بالكرة، خسارة مذلة لسيدات الأردن في ختام المشوار الآسيوي، خسارة قاسية للنشميات أمام الصين، ثقافة الفوز والخسارة.. وصناعة الوهم! صوبر: لاعبات المنتخب الاردني لسن فاشلات منتخب المناكير ، من يتحمّل مسؤولية "كارثة" منتخب سيدات الأردن؟خسارة قاسية للنشميات أمام الصين، الفلبين يفسد فرحة الأردن بإفتتاح كأس آسيا للسيدات ، تواضع ومستوى ضعيف .

ولكن أبرز تجاوز لمنظومة أخلاقيات المهنة ما نشر تحت عنوان "الفاشلات يخذلن الاردن" في أحد المواقع، وبعد موجة من الإنتقادات تحول العنوان على الموقع الالكتروني الى "  اللاعبات يخذلن الاردن، وبقي كما هو على صفحات التواصل الإجتماعي.

وحفلت مواقع التواصل بتعليقات كثيرة نمطية تربط المرأة في المطبخ، وتعليقات أخرى تسيء للسيدات حملت أوصافا جارحة، وفيما يلي نماذج من التعليقات التي أعتمدت على التنميط ونظرة المجتمع للمرأة، ومنها:

  • "مش ضايل غير ولاد الحاره يغلبوهم .... يا عمي النسوان مش شغل فطبول النسوان شغل طلعات... طشات ماك... مول ... برغر ...زنجر ...نوتيلا ... مطبخ... جلي ..طبيخ ...سخماط يسخمطهن يقعدن بدورهن احسن".
  • "البين يشبحهن شبح ...متمكيجات تقول رايحات ع عرس ..والله مهن داريات عن اللعب وين موجه".
  • "إلى المطبخ يا كابتن" وعالمطبخ وله" حكينالكم ما بنفعه الا للطبخ" "على المطبخ انتي و ياها حققوا اهدافكم بتعليم كم طبخه تنفعكم" "خليهن يروحن يجلن الجليات احسنلهن" "وين السيدات بسالفه .. شايفهن كلن زلم".
  • "يا فضيحتى ببن العربان... نشتكي قلة المال الأفضل بهذه الأموال إحضار مدرب جيد للمنتخب الأول للرجال لعل وعسى يشرفنا بدل الاحباط في كل الجوانب..".
  • "لازم يجوزهن وانشوف غيرهن قال لاعبات حقوق المرأه تلعب فطبول العب يلا".

وقالت مديرة الإعلام في اللجنة المنظمة المحلية لكأس أسيا وعضوة مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، هبة الصباغ لـ(أكيد) "إن البطولة وأي بطولة رياضية ينصب اهتمام الإعلام فيها على اتجاهين الأول التنظيم، والإتجاه الثاني متعلق بالنتائج، والبطولة لاقت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام المحلية والخارجية، كما أن الاهتمام لم يكن حكرا على الإعلام المتخصص، وهو أمر يكشف مدى الإهتمام الاعلامي  بشكل عام بهذا الحدث".

وأضافت أن "الجمهور والإعلام يتأثران جدا بالنتائج، فالمباراة الأولى للمنتخب حضرها حوالي عشرة الآف شخص، الجمهور يتأثر في حال الفوز يزيد عدد الجمهور في المباراة المقبلة، وعند الخسارة يقل، أما التغطية ففي حالة الفوز تكون العناوين والتغطية  في الاتجاه الإيجابي والعكس عند الخسارة".

وتوضح ان بعض التغطيات والعناوين تجاوزت العرف المهني ، كعنوان "الفاشلات يخذلن الاردن" وغيرها، ولكن يجب الإهتمام بتنظيم المهنة ومتابعة ما ينشر من قبل الجهات المعنية، كنقابة الصحفيين، واتحاد الإعلام الرياضي وجميع المؤسسات المعنية، لتطبيق القانون ووضع حد للمتجاوزين.

وأشارت الى أن هناك إطارا مهنيا لتناول أداء المنتخب في حال النقد أو الحديث بشكل إيجابي مشيرة الى أنه وفي حال كانت النتائج لا تلبي الطموح فيجب عدم تحميل المسؤولية للاعبات فهناك ظروف موضوعية.

وأضافت "في الحقيقة لا يوجد منظومة حقيقية لكرة القدم للسيدات في الأردن، فلا يوجد دوري منتظم يرفع من قيمة الأداء، ولو قارنا بين الأردن واليابان فإن إختيار المنتخب الأردني اعتمد على عدد محدود من اللاعبات، مقارنة بما يزيد عن 50 الف لاعبة كرة قدم في اليابان يتم انتقاء المنتخب من بينهن".

وقالت إن "الإعلام ربما ساهم بتضخيم الطموحات، بسبب عدم مرافقته المنتخب في المعسكرات الخارجية ، في حين وصل 15 اعلاميا مع منتخب تايلاند عندما وصل الى الاردن على سبيل المقارنة، فقرب الإعلام من الفريق وعدم الإعتماد على ما  يصل عبر المنسقين الإعلامين يجعل الأداء الإعلامي أكثر موضوعية.

وحول التعليقات على المنشورة على مواقع التواصل، قال "التعليقات يحكمها أكثر من سبب ،فهناك من يعلق بدون وعي، البعض يتأثر تعليقه بشكل كبير بالفوز والخسارة، وهناك اشخاص سلبيين في تعاملهم مع هذه القضايا، في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من المعلقين الموضوعيين أيضا".

وأشارت الى أن "امتلاك القدرة على نشر التعليقات بشكل مباشر على مواقع التواصل عبر الهواتف الذكية جعل البعض يعتقد انها بدون رقابة، وهؤلاء يعتبرون انفسهم في حل من القوانين التي تضبط الاعلام، ولكن دائما يجب الالتزام بالأخلاقيات النابعة من الناس أنفسهم".

بدورها قالت المحامية والناشطة الحقوقية هالة عاهد لمرصد (أكيد) "التعليقات على مواقع التواصل يحكمها قانون العقوبات في حال وجود الفاظ جارحة وشتم يشكل احد عناصرها القدح أو الذم والتحقير".

وتضيف " في جانب أخر فإن مثل هذه التعليقات المتعلقة بالأخلاقيات كربط المرأة بالمطبخ وغيرها يعود الى النظرة والصورة النمطية للمرأة في المجتمع وربط الخسارة بنقص في النساء"، لافتة الى أن مثل هذه التعليقات النمطية لا نراها عندما تفشل منتخبات الرجال.

وقالت "ما ينشر حول خسارة منتخب السيدات على بعض مواقع التواصل يحمل في طياته احيانا خطابا دونيا ينظر الى المرأة بشكل سلبي، دون النظر الى جميع الظروف التي سببت الخسارة بموضوعية"، مشيرة أن ما ينشر على مواقع التواصل يشكل انعكاسا لنظرة المجتمع للمرأة، والتي ينطلق بعضها من نظرة نمطية للنساء وينكر عليها حقها القيام بأدوار أخرى.

وتوضح "التواصل الاجتماعي انعكاس للمجتمع والنظرة التقليدية للمرأة، وانعكاس لبعض التشريعات التي تحمل التمييز ضد المرأة، واستخدام مثل هذه الألفاظ نتاج لغياب التربية الإعلامية في المجتمع، وتكشف الخلل الواضح في التعاطي مع مواقع التواصل الإجتماعي".

وقالت ان "التواصل الاجتماعي وفر للجميع منصة للنشر، لكن القدرة على النشر لا تعني التجاوز على الأخرين بل يجب أن يكون الانتقاد موضوعيا وأخلاقيا".