"زلزال مدمر" خبر إسرائيلي تناقلته وسائل إعلام محلية

"زلزال مدمر" خبر إسرائيلي تناقلته وسائل إعلام محلية

  • 2018-07-05
  • 12

أكيد – لانا كزكز

أعادت مواقع محلية نشر خبر تداولته وسائل إعلام اسرائيلية بعنوان  زلزال مدمر يضرب إسرائيل ويقتل المئات بهذا التوقيت ، يتنبأ بحدوث "زلزال مدمر" في المستقبل، بعد تعرض أجزاء من المملكة ومناطق من بلاد الشام فجر يوم الأربعاء لهزتين مركزهما منطقة بحيرة طبريا.

وضربت الهزة الأولى بقوة ٤.٢ على مقياس ريختر وسجلت في تمام الساعة ٤:٥٠ بتوقيت عمان والهزة الثانية ضربت المنطقة ذاتها في تمام الساعة ٤:٥٨ بتوقيت عمان وبقوة ٣.٢ على مقياس ريختر وتبعها عشر هزات ارتدادية، ليبلغ مجموعها 12 هزة أرضية كان أشدها بقوة 4.7 على مقياس ريختر في الساعة 10.45 مساءً.

ونقلت مواقع محلية الخبر بعناوين: خبير إسرائيلي: الهزات الأرضية التي اثرت على الأردن وبلاد الشام مقدمة لـ «زلزال مدمر»، و "تل أبيب: "الزلزال المدمر" على الابواب"، كما نشرت مدونة الكترونية أردنية متخصصة بالشأن الاسرائيلي تدعى #اسرائيل_عن _كثب، خبراً بعنوان رئيس بلدية طبريا : الهزات الارضية الخفيفة اليوم مجرد تحذير لزلزال قوي.

وتضمنت عناوين الأخبار تهويلا دون استناد المواقع إخبارية الى مصدر علمي جيولوجي مختص، وانما تناقلت المعلومات المتداولة في الإعلام الإسرائيلي، وقامت بصياغة عناوين قد تثير مخاوف الجمهور في ظل تأكيدات المختصين على استحالة التنبؤ المستقبلي بحدوث الزلازل أو قوتها، كما ورد في تقرير سابق نشره "أكيد" حول مخالفات وسائل الإعلام المحلية في التعاطي مع أخبار الهزات.

وقبل عام، كانت مواقع أردنية نشرت خبرا إثر زلزال تعرضت له العراق وإيران، بعنوان مرصد الزلازل الاسرائيلي : زلزال مدمر سيضرب الاردن و الاراضي المحتلة و خسائر الارواح بالألاف .. تفاصيل، واعتمدت هذه الأخبار في مصادرها على خبراء زلازل اسرائيليين.

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أيمن الحنيطي لمرصد "أكيد"، أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت الواقع واستعانت بآراء خبراء ومختصين، وكان الخطأ عبر المبالغة التي نقلت بها وسائل الإعلام المحلية الخبر"، مضيفا "ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عبارة عن تحذير خبراء من أن تكرار الهزات الأرضية يُنبئ بحدوث زلزال أقوى وأشد في المستقبل، دون تحديد موعده".

ويعتبر الحنيطي ان استخدام كلمة "زلزال" في وسائل الاعلام المحلية بدلا من كلمة "هزة" يدخل في باب التهويل رغم أن المعنى العلمي للمرادفتين هو ذاته، حيث "لم يستخدم الإعلام الإسرائيلي كلمة زلزال في تغطيته لمجريات الهزة الأرضية"، وتابع "إعلامياً تحمل  كلمة زلزال وقعاً أكبر وبالتالي فإن لكلمة زلزال تأثير يدعو للقلق عند المتلقي أكثر من كلمة هزة أرضية، وكان من الأفضل لو استخدم الإعلام كلمة هزة أرضية في وصف ما حدث".

ومن العناوين المتداولة في وسائل إعلام محلية لتغطية الحدث، زلزالان يضربان شمال الأردن فجر الأربعاء ، 12 زلزاًلا جديداً في الاردن ، 4  هزات ارضية جديدة تضرب شمال المملكة ، زلزال جديد يضرب شمال المملكة دون تسجيل أضرار، اربع هزات أرضية تضرب بحيرة طبريا ، زلزالان يضربان شمال المملكة .

ومن ضمن التهويل في العناوين ما نشره موقع إخباري تحت عنوان "ما علاقة زلزال اربد في انهيار عمارة الزرقاء !" رغم أن الخبر ينفي في متنه أن يكون هناك رابطا بين الهزات وحادثة انهيار المنزل التي خلفت 5 قتلى وتسببت بإصابة 10 أخرين، نتيجة لإعمال انشائية في البناية، وفق تقرير فني مبدأي صدر حول الحادثة.

وقال نقيب الجيولوجيين الأردنيين صخر النسور لمرصد "أكيد"  أن الأخبار الصادرة عن الخبير الإسرائيلي عارية عن الصحة، ومغلوطة علمياً وتحمل أهدافاً غير بريئة لإثارة القلق في المنطقة المحيطة، ذلك أن العلم الحديث وحتى في أكثر الدول تطوراً لا يمكنه التنبؤ بحدوث الزلازل قبل أوانها".

وأضاف فيما يخص استخدام كلمتي "زلزال" أو "هزة" في الإعلام المحلي، انهما مرادفتان وتحملان نفس المعنى وليس هناك فرق علمي بينهما، لافتا الى أن ما حدث هو "أمر طبيعي وغير مقلق، بل أن من غير الطبيعي حالة السكون في منطقة تعتبر أنها نشطة زلزالياً". 

وأشار الى أن ما حدث هو "تفريغ الطاقة نتيجة حركة الصفيحتين الأسيوية والإفريقية على طول امتداد صدع البحر من جنوب تركيا وحتى العقبة، ونتيجة طبيعية للتفريغ الطبيعي حدوث الحركات اهتزازية".