أكيد- رشا سلامة
اختارت مواقع إلكترونية عدة، توصيف "شغب" لمشاجرة حدثت خلال مباراة ضمن دوري كرة القدم النسوي، أمس، فكانت العناوين "شغب في الدوري الأردني النسوي- صور"، و"الاتحاد يدرس تقرير شغب الدوري النسوي"، و"لجنة تأديبية تدرس أحداث شغب الدوري النسوي".
واختارت معظم المواقع الإخبارية نقل الصور التي تعود للحادثة، ليختار بعضها تغطية وجوه اللاعبات لا سيما المنخرطات في المشاجرة التي حدثت، كما تناقلت وسائل إعلام عربية الخبر عبر عناوين مثيرة مثل "ضرب وركل وشتائم في الدوري النسوي الأردني".
وحتى حين حاولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي معالجة الأمر، فقد نحى الفيديو نحو مزيد من تكريس الصورة النمطية للمرأة والتمييز من خلال السخرية والتقليل من قيمة المباريات النسوية ونِسب الإقبال عليها.
وتوالت التعليقات المسيئة على الحادثة الآنفة، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والتي لم تجنح نحو انتقاد الحادثة بحد ذاتها بقدر ما كان فيها نيل من اللاعبات أنفسهن وتكريس لمزيد من الصورة النمطية المرسومة في المجتمع عن المرأة، وكان في بعضها مساس بسُمعة اللاعبات وعائلاتهن.
وفي ما يلي بعض هذه التعليقات المسيئة التي وَرَدَت:
أمجد المجالي: ننظر لهذه الرياضة بخط متوازٍ مع الرياضات الذكورية
يعلّق على ما سبق المستشار الإعلامي للاتحاد الأردني لكرة القدم أمجد المجالي، قائلاً لـ "أكيد": "الجمهور الأردني الذي أتى لمشاهدة المباراة هو دليل على وجود تقبّل للرياضات النسائية، لكن لا بد من وجود حالات استثنائية كالتي ظهرت في التعليقات أعلاه".
يصرّ المجالي على قول "تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن في الأردن. ننظر لهذه الرياضة بخط متوازٍ مع الرياضات الذكورية وتحظى بالخطط والبرامج نفسها وكنا من الدول الرائدة في استضافة البطولات الرياضية الخاصة بالنساء".
هبة الصباغ: لا توجد حالة تقّبل للرياضة النسائية عموماً
الإعلامية المتخصصة في تغطية الأنشطة الرياضية هبة الصباغ كانت واحدة ممن شاهدن هذه التعليقات، حين أوردت الخبر على صفحتها عبر موقع "فيسبوك".
تقول لـ "أكيد": "ثمة حالة من عدم الوعي موجودة لدى مواقع إلكترونية التي قلما تتخصّص في تغطية الشأن الرياضي فلا تعرف مثلاً ما معنى الدور التصنيفي، وهناك أيضا قلة وعي لدى البعض وهو ما ينعكس على التعليقات كمثل التي وردت عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
تجزم الصباغ، بحكم خبرتها ومعاينتها الأوساط الرياضية على أرض الواقع، أنه "لا توجد حالة تقّبل للرياضة النسائية عموماً، فكيف سيكون الحال عند حدوث مشاهدات من هذا القبيل، رغم كونها قد تحدث حتى في أوساط الذكور".
تدعو الصباغ لضرورة التعامل مع الأمر بإيجابية من قِبل الإعلام والجمهور على السواء، أي عدم تضخيم الأمر وكيل الاتهامات أو استخدام الألفاظ غير المناسبة؛ ذلك أن الهدف هو رفد هذه الرياضات وليس تثبيطها، كما تقول.
نور الدين الخماسية: السباب والشتائم والتمييز والكراهية ليس ضمن حرية الرأي
عن التعامل المهني الواجب مع التعليقات المسيئة كالمذكورة آنفاً، يقول المدرّب الإعلامي نور الدين الخمايسة لـ "أكيد": "لا بد من التمييز بين التعليق الذي يحتوي على معلومات، وهنا لا بد من الصحافي التحقّق من صحة هذه المعلومات ودقتها قبل نشر التعليق، وبين التعليق الذي ينطوي على رأي".
حول الأخير، يقول "السباب والشتائم والتمييز وخطاب الكراهية لا يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير. لذا، لا تُنشر هذه التعليقات في حينها ولا تُعامل تحت بند حرية الرأي المُصانة".
وكان مرصد "أكيد" قد اقترحَ سُبل التعامل المهني مع خطاب التمييز ضد المرأة، ضمن تغطيات كأس آسيا للسيدات الذي أقيم في الأردن نيسان 2018.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني