أكيد- رشا سلامة
سارع ما يزيد على 27 موقعاً إلكترونياً، أردنياً وعربياً، لتناقل خبر وصول نجلي علي عبدالله صالح إلى الأردن، فور ورود الأنباء العالمية التي تتحدث عن نجاح قوات التحالف في تخليصهما من الحوثيين.
واختار 13 موقعاً عناوين تنوّه لكون عمّان "ترانزيت" فحسب، فيما اختارت 5 مواقع جعل الوجهة النهائية في العنوان هي الأردن من دون التنويه الآنف، لتنفي 3 عناوين مكوث نجليّ صالح في الأردن، على لسان وزارة الخارجية.
واختارت وسائل إعلام محلية نقل الخبر عن وكالة الأنباء الفرنسية، من دون الرجوع لمصدر أردني في المطار أو الخارجية، ومن دون الانتباه إلى أن بيان الفرنسية يتحدث بصيغة الجمع "أبناء" عن ابنيّ صالح وليس بصيغة المثنى، كما اختارت أخرى صيغة الجمع أيضاً أسوة بالوكالة الفرنسية وإن كانت قد استعانت بما وصفته "مصدر رسمي في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين"، وهو ما وقعت به وسيلة إعلام ثالثة اختارت صيغة الجمع، لكنها لم تنسب المعلومات الواردة للوكالات العالمية ولا للخارجية.
ولعل استخدام صيغة الجمع للنجلين، وهو الاستخدام الذي قد يؤدي لارتباك القارئ في البداية، كان الخطأ الأبرز حتى في تناول مواقع إلكترونية عربية للأمر، بل ويمنية أيضاً، رغم كونها تشير في المتن لوجود نجلين فقط هما مدين وصلاح، وليس "أبناء".
وتناقلت وسائل الإعلام العربية الخبر، غير أن قلة منها التزمت ميزان الحياد؛ إذ لم تكد إحداها تنقل الخبر بشكل وافٍ حتى انحازت للتوجهات السياسية التي تتبناها الدولة، فكانت عبارة من قبيل "وكان من المفترض أن یتم نقل مدین وصلاح قبل أیام، لكن تعنت الحوثيين وتعمدهم افتعال مشاكل مع التحالف العربي حال دون تطبیق الاتفاق مع الأمم المتحدة حیث عادت الطائرة الأممیة إلى الأردن بدونھما".
كما ربطت وسيلة إعلامية عربية مناقشتها الإفراج عن نجليّ صالح بالأزمة اليمنية، من خلال تسليط الضوء على آخر المستجدات السياسية والإنسانية هناك، غير أنها لم تلبث أن أدخلت الرأي الشخصي في العنوان والمتن، كما اكتفت برأي جانب واحد من أطراف الأزمة، ما جعل المادة المكتوبة بسويّة عالية، لغوياً وصحافياً، منقوصة من حيث المهنية.
قلة من التغطيات العربية للخبر قدّمت للقارئ خلفية وافية عن الأمر، من خلال استعراض تاريخ الاحتجاز والجهود الدبلوماسية التي سبقت ذلك، لتختار معظمها نقل الخبر باجتزاء وتفاصيل مقتضبة، كما لو كان خبراً عاجلاَ فحسب.
كما جنَحَت بعض وسائل الإعلام لاستعراض الخبر على لسان مصادر عدة منها ما هو "مصدر رسمي أردني" ومنها ما هو منسوب لأكثر من وكالة أنباء، ما أسبغ مزيداً من الموثوقية على التناول، لا سيما أن الخبر الذي ساقته وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين كان وارداً في المتن أيضاً.
وجافت بعض المواقع الإلكترونية قواعد المهنية التي تقتضي تطابق العنوان مع المتن، حين أشارت لوجود تفاصيل فيما كان الخبر مقتضباً وغير مكتمل العناصر، كما في عنوان "الخارجية الأردنية تعلن رسمياً وصول أبناء الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى أراضيها.. وما حدث لهم!".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني