أكيد – رشا سلامة
لم تكتفِ مواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي بتناقل النعوت غير المهنية التي تناولها "أكيد" في مادة سابقة، لقضية فيديو الحفل الذي أقيم في مدرسة حكومية للبنات في منطقة طارق ضمن برنامج لمكافحة التنمر والذي تضمّن فقرة غنائية، بل باتت تتناقل هذه المرة خبراً مفاده منع الحفلات المدرسية "الراقصة"، بحسب التعبير المتداول في هذه الأخبار، فيما لم يصدر أي قرار عن وزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص.
ويعود التناقل لمنشور ظَهَرَ على صفحة النائب خليل عطية الذي كان قد وجّه رسالة سابقة لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز منتقداً فيها ما جرى في الاحتفال، قال فيه "بحمد الله نجحت بإيقاف الحفلات الراقصة في مدارسنا بعد توجيه رسالة بهذا الخصوص لدولة الأخ الدكتور عمر الرزاز الذي استجاب مشكوراً، والذي لم يخيب أملنا به. أنتهز هذه المناسبة لشكر إعلامنا النظيف الذي تبنى هذه القضية حفاظاً على أخلاق أجيالنا الصاعدة، فالحمد لله على ما يتحلى به مجتمعنا من ضمير جمعي يقظ يرفض السوء وينشد مكارم الأخلاق".
وتوالت عقب ذلك عناوين من قبيل "الرزاز يستجيب لرسالة النائب خليل عطية ويقرر إيقاف حفلات الرقص بالمدارس" و"خليل عطية: نجحنا في إيقاف الحفلات الراقصة في مدارسنا" و"الحكومة تقرّر إيقاف جميع الحفلات الراقصة بالمدارس الأردنية – وثيقة".
أي من هذه المواقع لم يُضمّن البيان الصادر عن وزارة التربية والتعليم، والذي لم يجرِ التطرّق فيه لجزئية إلغاء الفقرات الفنية، كما جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
وجاء في البيان أن الفيديو الذي انتشر لأحد النشاطات في مدرسة تابعة لها بمنطقة طارق، هو "جزء من برنامج ينفذ للسنة الثانية على التوالي في مدارس حكومية وخاصة في ست محافظات ضمن حملة لمحاربة العنف والتنمر الذي انتشر في العديد من المدارس وذلك من خلال اُسلوب حواري تربوي".
أما بشأن الأغنية التي ظهرت في الفيديو، فقالت الوزارة "ليس فيها أي إساءة للمعتقدات أو الأخلاق أو القيم".
وقد غاب التوازن في هذه الأخبار، التي اكتفت بتناقل ما وَرَدَ عن عطية، من دون استطلاع رواية وزارة التربية والتعليم، كما صير لتكريس مصطلح "الحفلات الراقصة"، والتي لم تكن كذلك، بحسب بيان الوزارة؛ إذ لم يعدُ الأمر كونه حفل مدرسي اعتلى فيه المؤدي خشبة المسرح، فيما كانت الطالبات يرفعن أيديهن ويصوّرن باستخدام الهواتف الخلوية، وهو الحفل التابع لبرنامج يهدف لمحاربة العنف والتنمّر.
وحاول "أكيد" التواصل مع وزارة التربية والتعليم من خلال الناطق الرسمي باسم الوزارة لتأكيد أو نفي ما تم تداوله حول وقف الفقرة الغنائية من برنامج مكافحة التنمر إلا أنه لم يحصل على إجابة، فيما أكد مسؤول في الوزارة، رفض ذكر اسمه، أن "التربية" أوضحت موقفها من خلال البيان الذي أصدرته، ولا شيء آخر غير هذا البيان.
وكان الرزاز قد صرّح حين كان وزيراً للتربية والتعليم أن حصص الموسيقى والفنون ستعود من جديد للمنهاج المدرسي، وستُشكّل مع حصص الرياضة ما نسبته 20 % من اليوم الدراسي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني