مقتل الكاتبة أمل منصور: أخطاء مهنية وأخلاقية في تناقل الخبر

مقتل الكاتبة أمل منصور: أخطاء مهنية وأخلاقية في تناقل الخبر

  • 2018-10-31
  • 12

أكيد – رشا سلامة

   تناولت مواقع إخبارية ووسائل إعلام عدة جريمة قتل الكاتبة والمترجمة أمل منصور، زوجة الكاتب الراحل خيري منصور، بصيغة جازمة حول هوية الفاعل (الخادمة المنزلية) على  الرغم من كون المصدر الأمني لم يحدّد هوية القاتل في البيان الذي أصدره.

 كما جرى تناول عِرق الخادمة بنبرة قد تنطوي على تمييز عِرقي، عدا عن تناقل إفادة نجلها المخرج أصيل منصور بالرغم من كون "أكيد" أشار غير ذات مرة للخطأ الأخلاقي المنطوي على انتزاع تصريحات من ذوي الضحايا، فيما هم لا يزالون في حالة ذهول وفجيعة.

مواقع ووسائل إعلامية أخرى عرّفت أمل منصور على أنها زوجة خيري منصور فحسب، بل كان هذا التعريف أشبه بصفتها الوظيفية، من دون تكبّد عناء البحث حول سيرتها الذاتية، لمن لا يعرفها، كمترجمة وكاتبة وتربوية في دول عربية عدة منها الأردن والعراق والكويت.

واختارت مواقع إخبارية جملة من العناوين الفاقعة التي تنطوي على طابع إثارة، من بينها "وفاة أرملة خيري منصور بجريمة بشعة" و"تفاصيل مثيرة في مقتل كاتبة وأديبة فلسطينية طعناً في عمّان" و"مقتل أرملة كاتب شهير بجريمة بشعة في الأردن".

 كما اختارت مواقع إلكترونية وصفحات تواصل اجتماعي التخصيص بعد التعميم؛ إذ ما إن تناقلت خبراً مفاده مقتل سيدة تبلغ من العمر 69 عاماً على يد خادمتها المنزلية، حتى جاء الخبر الثاني تباعاً، وفيه تعريف بهوية المقتولة، على أنها "زوجة الكاتب الكبير المرحوم خيري منصور".

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي حاضرة بقوة في تناول الحادثة؛ إذ شارك مثقفون كثر في نعي الراحلة، لتختار صفحات عبر هذه الوسائل إدراج صور أمل منصور، وليختار بعض روّاد هذه الوسائل إدراج صور للمحادثات الأخيرة مع الراحلة عبر تطبيق "واتساب" الخاص بالهواتف الخلوية، ما يمس بخصوصية الضحية وظرف عائلتها الإنساني.

وكانت صحف محلية قد تجاهلت الخبر، غير أن إحداها أوردت خبراً ضمن عامود خاص بالأخبار المتناقلة عبر الكواليس، وَرَدَ فيه أن "مجهولا قام بقتل سيدة طعناً في منطقة ضاحية الرشيد".

ويرى مرصد "أكيد" أن التعامل المثالي مع حوادث من هذا القبيل يتطلّب من الكاتب التحفّظ على إصدار أحكام قبل أن يبتّ القضاء بالأمر، وفي حالات بعينها يُقال "المشتبه به"، ويُفضّل أن يكون هذا نقلاً عن مصدر أمني مسؤول.

كما يعود "أكيد" للتذكير بأن مخابرة ذوي الضحايا ومقابلتهم واستطلاع وجهات نظرهم وروايتهم سلوك لا يحمل أي قيمة صحافية مضافة، كما أن انتزاع تصريحات منهم وهم ما يزالون في حالة ذهول وصدمة ينطوي على خطأ أخلاقي في مهنة الصحافة.

إلى جانب ما سبق، فإن إيراد صور شخصية ومحادثات خاصة عبر تطبيقات الهواتف الخلوية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ بغرض استذكار الراحل أو الاستشهاد على صحة ما يقوله متناقِل الخبر، ينطوي على مخالفة أخلاقية وقانونية.

كما يجدر بكُتّاب المواد الصحافية الابتعاد عن أي وسوم أو مصطلحات تحمل تمييزاً عِرقياً أو دينياً أو جنسياً، بمعنى ألا يُشار لعِرق الخادمة المنزلية، فيظهر الأمر كما لو أن فيه تكريس لصورة نمطية عن عِرق ما.