تغطية حوادث الانتحار.. مخالفات مهنية وأخلاقية مستمرة

تغطية حوادث الانتحار.. مخالفات مهنية وأخلاقية مستمرة

  • 2019-01-27
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

تواصل بعض الوسائل الإعلامية المحلية ارتكاب الممارسات الخاطئة في تغطيتها للقضايا الحساسة ومنها حوادث الانتحار، دون مراعاة القواعد المهنية والأخلاقية التي تحكم مثل هذه التغطيات الصحفية.

وتعتبر أخبار الحوادث من الأخبار الجاذبة للقارئ، لذلك تعمد بعض المواقع الإخبارية إلى الإثارة في العناوين وإيراد المعلومات حول أسباب الانتحار وطريقته، بالرغم من أنها  لا تقدم أية قيمة خبرية.

"منطقة الرابية تواجه صدمة عندما أقدمت فتاة عشرينية برمي نفسها من الطابق الثالث لتفارق الحياة، عشرينية عراقية تحاول قتل نفسها إثر خلاف مع ذويها في تلاع العلي، ثاني حالة انتحار خلال 24 ساعة .. فتاة تنتحر في منطقة الأشرفية بهذه الطريقة! تفاصيل، انتحار شخص من جسر صويلح .. وحالته متوسطة .. "تفاصيل"، مجموعة عناوين قدمتها المواقع الإخبارية حول حوادث حصلت مؤخرا.  

ويقول الناطق الرسمي باسم الأمن العام الرائد عامر السرطاوي ل"أكيد"، إن "بيانات الأمن العام بالعادة تخلو من كلمة الانتحار وانما يترك الأمر إلى المدعي العام من أجل تحديد سبب الوفاة، حيث يكتفي البيان الصحفي بذكر وقوع الحادثة وتحويل الجثة الى الطب الشرعي أو البدء في التحقيقات".

والأصل في تغطية حوادث الانتحار، الامتناع عن ذكر الأسباب سواء كانت ظروف الحياة أو الخلافات العائلية، لأن ذلك يترك المجال لمن يجدون أنفسهم في الظروف نفسها الى محاولة الانتحار او ما يسمى خطر السلوك التقليدي.

كما يفترض بالإعلام أن لا يقدم الطريقة والأسلوب، حيث أن تقديم مثل هذه المعلومات، وبالأخص اذا كانت طرق جديدة، تدفع بالأشخاص ممن يملكون ميول نحو الانتحار الى البحث عن مزيد من المعلومات عنها وتقليدها.

وسبق أن تناول مرصد "أكيد" تغطية قضايا الانتحار تحت عدة عناوين، أهمها مجموعة من النصائح الموجهة للصحفيين والتي قدمتها مؤسسة Media Ethics، والتي تساعدهم على تغطية القضايا الحساسة وبالأخص الانتحار، الى جانب تقارير أخرى مثل  6 حوادث انتحار أطفال: اكتفاء إعلامي بتداول الخبر دون تحقيق معمّق، تغطية قضايا الانتحار: مخالفات مستمرة في الإعلام، هل ساهمت وسائل الإعلام في تطبيع الجمهور مع الانتحار؟.

ويدعو "أكيد" الصحافيين إلى ضرورة اتباع الإرشادات المهنية والأخلاقية في كتابة تغطيات حساسة تتعلق بشبهات الانتحار، وعدم تقديم المعلومات التي لا تهم الشأن العام وتضر بأهل المنتحر، أو تنعكس سلبا سلوك المجتمع.