أكيد – رشا سلامة
تداولت مواقع إخبارية 26 مادة صحافية حول وفاة الطفلة "ميرا" في المدينة الطبية أمس، جرّاء حروق أصابتها، بواقع 19 مادة بعد الوفاة، و7 مواد قبل الوفاة، بحسب رصد أجراه "أكيد"، أظهر حالة واسعة من التعاطف مع الطفلة في وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي وتحديداً بعد إعلان وفاتها.
وأظهر الرصد وجود 3 مقالات كُتِبت في أعقاب الوفاة، فيما بقية المواد الصحافية (23 مادة) اقتصرت على المتابعات الخبرية حول قضية الطفلة، التي أوعز رئيس الوزراء د. عمر الرزاز بعلاجها في المدينة الطبية، عقب شكاوى من عدم استقبالها في مستشفى البشير؛ لعدم وجود سرير.
طغَت النبرة الإنشائية على متون الأخبار، لتكون بادية كذلك على معظم العناوين، في تغليب لهذه النبرة على تلك المهنية التي تعطي الأولوية لتحقيق عناصر الخبر الخمسة، فظهَرت عبارات وعناوين من قبيل "القدر لم يمهل ميرا لتلقي العلاج، فذهبت النفس المطمئنة عند ربها" و"ميرا في جوار ربها الآن وتسألنا بأي ذنب لم أعالَج؟" و"احترق جسدك يا ميرا وأنتِ حرقتِ قلوبنا" و"من المسؤول عن وفاة الطفلة ميرا؟" و"وفاة الطفلة ميرا وآخر مطالبها حضن والديها" و"الطفلة ميرا.. أبكت الجميع وسئلت بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ !".
ولعلّ المخالفة المهنية الأبرز في قضية الطفلة ميرا كانت في تداول صورتها في المستشفى، على نطاق واسع عبر المواقع الإلكترونية، بالإضافة لغياب التوازن؛ إذ انحازت معظم الأخبار لطرف دون آخر في نقلها الرواية، بعكس ما تقتضيه المهنية الصحافية من إيراد الرأي والرأي المقابل له.
وكانت المخالفة الثالثة البارزة إقحام وجهة نظر كاتب الخبر، سواءً كان هذا بشكل مباشر من خلال سوق أسئلة في نهاية المادة تنطوي على إدانات، أو بطريقة مبطّنة كما في عنوان "وفاة الطفلة ميرا قبل أن يزورها الرزاز بساعات" و"ميرا رحلت ولم تجد من يداوي حروقها"، عدا عن وجود كمّ لافت من الأخطاء اللغوية في متون المواد التي اعتمد معظمها التناقل من دون التدقيق.
ويُذكّر "أكيد" بالممارسات المهنية المُفترَض تحرّيها في تغطية حوادث من هذا القبيل، أوّلها الابتعاد عن تصوير الضحايا وخصوصاً الأطفال ومن تعرّض جسدهم لإصابات وحروق ومن يرقدون على أسرّة المستشفيات وخصوصاً من كانوا في حالات حرجة، والابتعاد عن إصدار الأحكام أو الربط بين الحادثة وأسماء بعينها، سواءً كان هذا بطريقة مباشرة أو مُبطّنة.
كما يُذكّر "أكيد" بالابتعاد عن عرض وجهة النظر الشخصية، سواءً كان هذا مباشراً أو مُبطّناً، في العناوين أو المتون، وضرورة إحداث التوازن في نقل الخبر، من خلال سوق روايات الأطراف المتضادّة، وليس الاكتفاء برواية دون أخرى.
وينصح "أكيد" بعدم مقابلة ذوي الضحايا؛ لما قد يُدلون به من تصريحات غير مسؤولة فيما هم تحت هول الصدمة، بالإضافة لكون هذه التصريحات، في الغالب، لا تحمل قيمة صحافية ترفد المادة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني