ترجمة بتصرّف: رشا سلامة
في كل يوم، نتلقّى كمّاً مدهشاً من المعلومات. حين نستمع للأخبار صباحاً، وحين نتصفّح الجرائد اليومية، وحين نتابع منصات التواصل الاجتماعي، وحين نشاهد التلفاز قبل الخلود للنوم.
في مرات، يكون هذا مربكاً قليلاً، ولعلّ أحدنا يقف للتساؤل عن مدى مصداقية وموضوعية ما يتلقّاه من معلومات؛ ذلك أن معرفة درجة الموثوقية مهم؛ لِكونه يتحكّم بما سنبتاعه وما نؤمن به ومن سنصوّت له، بل وكيف سنشعر حيال أمور بعينها.
لعلّ الحلّ الأمثل أمام هذا كله هو تنمية حسّك النقدي حيال الأشياء. ولعلّ هذا النوع من الحسّ يساعدك على الاقتراب من الحقيقة بقدر الإمكان. لذا، فإنك حين تنمّي الحسّ النقدي لديك، ستصبح رؤيتك أكثر وضوحاً حين تهمّ باتخاذ قرار ما أو معالجة مشكلة ما.
في ما يلي بعض الطرق السهلة لتنمية حسّك النقدي:
منذ الآن فصاعداً، لا تتعاطى مع الأمور كمُسلّمات، بل حفّز ذهنكَ على التفكير وإعادة تقييم السابق الذي لطالما كان ثابتاً. اطرح أسئلة من قبيل: ما هي المشكلة؟ وما هي الحلول المطروقة سابقاً؟ وهل من حلول جديدة؟ وهكذا.
حين تواجه إعلاناً ما، على سبيل المثال، يقول لك: إن اشتريت هذا الهاتف، سنختصر عليك قيمة دفع كبيرة، عليك التساؤل حينها: هل هذا منطقي؟ وما الذي يدفع الشركة لتوفير النقود على المستهلكين؟ أليسَ الهدف الأبرز دوماً هو جني مزيد من النقود؟
ستكون بهذا قادراً على تقييم الهاتف وجدوى شرائه، أكثر من كونك أُخِذت بالإعلان.
حين تواجه شيئاً ما وتكون محتاراً حياله، استخدم ببساطة تقنية البحث، سواءً كان هذا من خلال محركات البحث عبر الإنترنت أو من خلال القراءة والاستطلاع.
لا تشعر بالحرج من طرح الأسئلة، بل تذكّر دوماً أنها تقرّبك من الحقيقة وتفتح لك آفاقاً جديدة في التناول والانتقال للنقطة الأخرى.
ظنّك الدائم أنك على صواب سيجعلك تحيد في مرات كثيرة عن درب الحقيقة وعن مهارة التفكير النقدي. اطّلع على آراء غيرك وقارنها بما لديك وحاول أن تحكم بموضوعية، بعيداً عن التحيّز لذاتك.
كلما قمت بتجزئة الأمر، كلما كنت أكثر قدرة على الحُكم والتقييم ومن ثم اجتراح الحلول. إن واجهت أمراً ما وأردت تفعيل التفكير النقدي حياله، فاذهب لتجزئته ولا تحكم عليه وتتعامل معه بصورة كُلّية.
قد لا يكون التفكير النقدي سهلاً وقد لا يكون مريحاً كذلك، لكنه ممتع إلى حد ما ويمنحك مزيداً من فرص الاقتراب من الحقيقة، لا سيما عند تعاطيك مع المواد الإعلامية ودفق المعلومات. قد تكتشف أشياء لم تدر في خلدك يوماً، لكنك حتماً ستكون أكثر قدرة على الحُكم والتقييم.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني