أكيد - آية الخوالدة -
نشرت وسائل إعلاميّة محليّة، صباح اليوم الأحد، ثلاثين خبراً حول "محاولة شخص الانتحار"، تضمّنت العديد من المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة في تغطية هذا النوع من الحوادث.
لجأت قناة فضائيّة محليّة إلى استخدام خاصيّة البث المباشر عبر صفحتها الرسميّة "فيسبوك" لتغطية الحدث، وأشارت في العنوان ومتن الخبر إلى جنسيّة محاول الانتحار.
فيما نشرت مواقع إخبارية صوراً مباشرة من مكان الحدث، أظهرت الشاب وهو يقف على زاوية إحدى المباني المرتفعة، فيما نشر موقع إخباريّ آخر صوراً قديمة لا علاقة لها بالحدث، ولم يشر إلى أنها أرشيفية ولا تمّت للحدث الراهن.
كما أشارت عدّة وسائل إعلاميّة سبب محاولة الانتحار في مخالفة مهنيّة لأصول تغطية هذه الحوادث، حيث لا يقع على عاتق الإعلام ذكر سبب الانتحار، أو محاولة الانتحار، أو التلميح حولها، حتى لا يدفع بمن يعيش الظروف نفسها إلى فعل ذلك.
فيما لاحظ "أكيد" أخطاء في الصياغة التي قدّمتها وسائل إعلام، حملت تناقضاً ما بين سطورها، حيث نشرت في بداية الخبر "أقدم على محاولة الانتحار من أعلى بناية"، ومن ثم نشرت في الفقرة التي تليها "قيام ثلاثيني بإلقاء نفسه من أعلى أحد العمارات السكنيّة"، والأولى تعني محاولته الانتحار ولم ينجح، فيما تعني الفقرة الثانية نجاح محاولته وانتحاره فعلاً.
نُسبت هذه المعلومات، التي استندت عليها الوسائل الإعلاميّة إلى مصدر أمني، لكن هذا لا يلغي الدور الأهمّ الذي يؤدّيه الإعلام في تقديم المعلومة الدقيقة والصحيحة للمواطن، حيث أنّ الأمن نجح في ثني هذا الشخص عن الانتحار وبالتالي لم تنجح محاولته.
والأصل، أيضاً، في مثل هذه الحوادث، أن لا تتم الإشارة إلى جنسيّة محاول الانتحار، إذ أنها لا تحمل قيمة خبريّة مهمّة، كما لا يجوز تحديد مكان حدوث محاولة الانتحار ونشر العنوان، منعاً لحصول أيّة تجمعات قد تعيق الأجهزة الأمنيّة عن أداء عملها.
وكان "أكيد" قد اقترح مجموعة من الممارسات المهنيّة في تغطية حوادث الانتحار، منها عدم الإشارة للضحيّة بطريقة قد تساعد المتلقّي على تحديد هويّتها، مثل الإشارة إلى منطقة السكن، وعدم استباق النتائج قبل البتّ بها من قبل الطبّ الشرعيّ، والتحقيقات الأمنيّة، وعدم الإسهاب في تفاصيل الانتحار وكيفيّة الإقدام عليه؛ لئلا يُحفّز ذلك آخرين على القيام بالأمر ذاته، عدا عن ضرورة متابعة الظاهرة من خلال تحقيقات موسّعة وليس الاكتفاء بالمسارعة في نشر مثل تلك الأخبار طمعاً في تسجيل السبق الصحافيّ للوسيلة الإعلاميّة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني