خطاب كراهية ضدّ اللاجئين السوريّين في تقرير صحيفة يوميّة

خطاب كراهية ضدّ اللاجئين السوريّين في تقرير صحيفة يوميّة

  • 2019-07-22
  • 12

أكيد - آية الخوالدة -

رصد "أكيد" خطاباً للكراهية ضد اللاجئين السوريين في تقرير نشرته صحيفة يوميّة بعنوان "مخيم الزعتري": أطفال يتسللون عبر الساتر الترابي للعمل بالمزارع لمساعدة أسرهم، محمّلاً اللاجئين السبب في هجرة العمالة المحليّة للمزارع.

انتهك التقرير عدداً من المبادئ الأساسيّة التي تحكم تغطية أيّة قضية في الإعلام، أولّها: التغطية لم تكن إنسانيّة بالشكل الكافي، حيث تعاملت مع مجموعة الأطفال الذين يتسللون عبر الساتر الترابي للعمل في المزارع القريبة على أنهم يمثلون اللاجئين السوريين جميعهم، واستهلّ معد التقرير كلامه بـ "تعتمد أعداد كبيرة من الأسر السورية التي تقطن في مخيم الزعتري على عمل أطفالها في المزارع"، رغم أن من ظهر في الفيديو، المرفق مع التقرير، لا يتعدّى عشرة أشخاص على دراجاتهم الهوائية أو يحاولون استخدام سيارة نقل.

العمالة السوريّة سبب تدنّي الأجور وهجرة العمالة المحليّة للزراعة

أشار التقرير، وعلى لسان أحد أصحاب العمل، إلى أنّ "سبب زيادة نسبة البطالة بين الشباب الذين يعملون في قطاع الزراعة والمهن الأخرى في البادية الشمالية، هو تزايد تسرّب العمالة السوريّة من مخيم الزعتري والذي أدى إلى تدنّي الأجور".

خالف التقرير في هذه الجزئيّة المبدأ الثاني وهو أن تقوم التغطية على الحقائق الصلبة، وتقديم معلومات دقيقة وموثّقة، حيث أظهر التقرير وكأنّ اللاجئين السوريّين هم المسؤولون الوحيدون عن بطالة الأردنيين في منطقة البادية الشمالية، في حين أنّ سوق العمل يعاني أصلاً من اختلالات ومشاكل، أبرزها تدنّي الأجور، وضعف المشاركة الاقتصاديّة العام، وضعف مشاركة المرأة بشكل خاص، والأعداد الكبيرة من العمالة غير القانونيّة.

 

الانتهاكات العماليّة بوصفها "ميزة تنافسية"

ركّز التقرير، أيضاً، على أنّ ظروف العمل الصعبة التي يقبلها العامل السوريّ وأهمّها قبول  الأجور المتدنية، وبخاصّةٍ لمن لا يملك تصريح عمل بسب صُغر سنه، على أنها ميزة تنافسيّة يحوزها اللاجئ، ولا تندرج تحت باب الانتهاكات العماليّة والإنسانيّة التي يرتكبها أصحاب العمل ويرضخ لها اللاجئون بسبب ظروفهم القاهرة.

 

إخراج الحقائق من سياقها مُحفّز للكراهية

أبرز التقرير خطاب الكراهية من خلال تحريض المجتمع عليهم، من خلال إبراز أبناء المجتمع المحلّي كضحايا لوجودهم، وتم ذلك من خلال محاورة مُعدّ التقرير لأحد أبناء منطقة البادية الشمالية، والذي أوضح أنّ عزوفه عن العمل في المزارع - رغم عمله سابقاً فيها وتلقيه أنداك أجوراً عالية – يعود إلى زيادة طلب أصحاب العمل على العمالة السوريّة كون أجورهم متدنّية وأعدادهم كبيرة، لا سيّما في ظل الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يمرّ بها البلد.

يُذكّر "أكيد" بأهمّ المبادئ الأساسيّة في تغطية القضايا في الإعلام ومنها ما يتعلق بشأن اللاجئين السوريّين:

1- أن تكون التغطية إنسانيّة، ولا تهمّش الجانب الإنساني من تجربة اللجوء، وأن تتعامل مع اللاجئين بوصفهم بشراً، أي كيانات إنسانيّة مُتفرّدة، ولا تتعامل معهم بوصفهم مجرد كتلة جماعيّة صمّاء بلا ملامح، بما ينطوي عليه ذلك من تعتيم على معاناتهم.

2- أن تكون التغطية متوازنة، فتمثّل بعدالة جميع أطرافها الرئيسة، ولا تُهمّش أحد أهمّ أطرافها، وهم الضحايا، من لاجئين سوريّين وأبناء المجتمعات المحليّة المستضيفة، وتترك المسؤولين يحتكرون القسم الأكبر من الرواية.

3- أن تقوم التغطية على الحقائق الصلبة، وتقديم معلومات وأرقام من مصادر موثوقة، وعدم الاعتماد بشكل أساسيّ على الشكوى من أعباء اللاجئين، وتحميلهم مسؤوليّة تردّي الخدمات في مختلف القطاعات، حيث لوحظ أنّ العديد من التقارير تستخدم لغة إنشائيّة لا تُقدّم أيّة معلومات محدّدة، أو تقدّم معلومات شحيحة جداً، بما لا يُوفّر الحدّ الأدنى من الفهم، أو تتضمّن معلومات غير دقيقة أو موثقة، وفي أحيان كثيرة، تُخرَج الحقائق من سياقها، لتقود الفهم في الاتجاه الخاطئ.

4- أن تكون التغطية مُنصفة وأن تشير إلى الأثر الإيجابيّ الذي يُحدِثهُ اللاجئون في محيطهم الجديد.