عمّان 20 تشرين الأوّل (أكيد) – شرين الصّغير-ارتكب مذيع برنامج على إحدى الإذاعات المسموعة أخطاء مهنية فادحة خلال قيامه بانتقاد ترخيص الدَّراجات النَّارية في الأردن وعدد ممن يقومون باقتنائها ويتسبَّبون بإزعاج، ومن أبرز هذه المخالفات، استخدام ألفاظ نابية وجارحة، وشتائم بحق آباء وأمهات الأبناء الذين يستعملون هذه الدَّراجات واصفًا إياهم بـ "العفاريت"، واعتبار أن عدم قمع هذه الظاهرة سيقود إلى بدائل لمواجهتها باستعمال السِّلاح وأخذ الحقِّ باليد، وهذا يُشجّع في السياق الذي قيلت فيه صراحة على استخدام العنف.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، الحلقة التي احتوت في جزء منها على حديث المذيع عن هذه القضية، وكان واضحًا الانفعال الذي رافق حديثه، لكنه قام بدور ليس دوره كإعلامي، وهنا فإنَّ الحيادية والمهنية والموضوعية تقتضي أن يحاور أطراف القضية، وأن يرصد هذه الظَّاهرة في الميدان، وأن يقوم بتقديم تغطية متوازنة، وأن لا يبدي رأيه الخاص وأن لا يستخدم منبره لبث خطاب كراهية ضدَّ فئة تخضع لقانون السَّير والعقوبات.
ووجد (أكيد) أنَّ المذيع قام بإطلاق تعميمات كثيرة وهوَّل وبالغ في إطلاق الأحكام ومن بينها أنَّ أصوات هذه الدَّراجات خارقة وتشبه طائرات ال إف 16، وأنَّ كلَّ سكان عمَّان يشتكون من أصواتها، وهنا كان من المهنية أن يسأل عينة من أهل عمَّان وان يكون الجواب على ألسنتهم لا على لسانه.
ووقع المذيع مرَّة أخرى في انتهاك معايير الإعلام عندما وجه اتهامًا للدَّولة بأنَّها صامتة، على الرغم أنَّ بإمكانه استضافة أحد المسؤولين من مديرية الأمن العام وتوجيه سؤال له عن عدد المخالفات التي تمَّ إيقاعها بحق سائقي الدَّراجات النَّارية المخالفين والمزعجين، أو أن يطلب معلومات عن القضايا الخاصة بإقلاق الرَّاحة العامة والمسجلة لدى المحاكم بحق أصحاب هذه الدرَّاجات تحديدًا.
وبحسب المعايير المهنية المنشورة على موقع مرصد (أكيد)، والتي يحتكم إليها عند تقييم أي محتوى إخباري، فإنَّ دور المذيع ينحصر بنقل الواقع وطرح القضية بتوازن مع كل الأطراف، والحصول على إجابات من مصادر مسؤولة ومحايدة وشهود عيان وأرقام، وليس من دورهالصراخ وإطلاق الشتائم والتعميمات، وتبرير احتمالية اللجوء إلى العنف واستخدام السِّلاح لضبط مسالة تقع ضمن مسؤولية أجهزة مختصة، واتّهام أطراف غائبة.
ويمتنع (أكيد) عن تضمين الحلقة المرصودة ضمن روابط للوصول إليها حيث إنَّ المحتوى ضار وغير مهني وينتهكبشكل سافر أدبيات الصِّحافة والإعلام.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني