عمّان 30 تشرين الأول (أكيد) سوسن أبو السُّندس - تُقاس قوة تغطية قضايا الأزمات السياسيّة بمدى قدرة الوسائل الإعلاميّة على تقديم الحقائق وتطورات المواقف بصورة واضحة، فيتكوّن عند المُتلقي معرفة شاملة للأحداث.

وبهدف الكشف عن اتجاهات التغطية الإعلاميّة المحليّة للقضيّة الدبلوماسيّة التي خلّفتها تغريدة السفير الهولندي في عمان هاري فيرفاي بعد لقاء المجاملة مع وزيرالدّولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول، تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام من خلال رصد عيّنة عشوائية عبر محرك البحث المتقدم )جوجل(، وفّرت 42 مادة إعلاميّة تنوّعت بين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، إضافة إلى 15 مادة من الصّحافة الخارجيّة.

جاء في نتيجة الرّصد أنّ وسائل الإعلام المحليّة  قيّدت أداءها بنقل البيان الصادر عن وزارة الخارجيّة وشؤون المغتربين، وأغفلت التعريج على موقف أحد الأطراف المَعنيّة، حيث رصد (أكيد) ثلاثة تقاريرفقط من عيّنة البحث ذكرت تغريدة السّفير الهولندي المُتسببة بالأزمة. ويمكن وصف هذا النهج في المعالجة الصحفيّة بالتغطية الحذرة التي تكتفي بنقل الحد الأدنى من المعلومات والأخبـار ذات الأهميـة تجنبًا للتأويل.

اعتماد الإعلام المحليّ لهذا النهج من التّغطية لحدث مُبهم لا تُعرف جذوره، أخلّ بشرطيّ الشمول والعُمق في التغطية الإعلامية، وهو الأمر الذي تجاوزه الإعلام الخارجي بحسب عيّنة البحث، حيث قدّم تقارير وتغطيات واسعة، منها ما هو صائب أو له صلة بالموضوع ومنها ما هو دون ذلك أو لا صلة له بالموضوع.

بينما رصد (أكيد) موقعًا إخباريًّا خارجيًا حمل عنوانًا مضللًا مفاده أنّ الأردن يرفض طلبًا هولنديًّا بترخيص إذاعة لأجنبي، في حين قالت وسائل إعلام محليّة إنّ التعامل مع الترخيص سيكون وفقًا للقوانين والأنظمة وبشفافيّة مُطلقة، أي أنّ طلب ترخيص الإذاعة ما زال تحت الدّراسة ولم يُرفض.

ويرى (أكيد) أنّ التّغطية الإعلاميّة المحليّة لم تتطرق بشكل كافٍ للبعد القانونيّ المتعلق بالأعراف الدبلوماسيّة  بما يساعد المُتلقي على فهم حقيقة الموقف، حيث تم رصد أربعة تقاريرفقط من أصل 42 مادة ذكرت ما اعتبرته تجاوزات قانونية في تغريدة السفير، وعاد أحد التقارير إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الدّاخلية والخارجية لأي دولة أخرى.

وألقى تقرير آخر الضوء على آلية التنسيق بين الدّول، والتي تكون عادة تحت إشراف وزارة الخارجية في الدولتين، وليس من خلال غيرها من الوزارات. وتقوم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن بالتواصل مع السفارات والقنصليات للتباحث في أي أمر.

 ورصد (أكيد) نمطًا آخر من التغطيات الإعلاميّة اكتفى بذكر ردود الأفعال الدّولية على هذا الحدث، حيث نقلت 20 وسيلة إعلاميّة محليّة الخبر عن طريق عرض موقف دولة الإمارات، حيث استدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفيرالهولندي لديها، وأبلغته احتجاجها واستنكارها الشديدين لتدخل سفير بلاده لدى عمّان في الشؤون الداخلية للأردن.