عمّان 16 تشرين الثاني (أكيد)- على غرار قصص الأفلام الأمريكية، نقلت وسيلة إعلام محلية خبرًا حول جريمة قتل سيدة لأخرى، بعنوان: "حادثة مروّعة .. سيدة تقتل امرأة حامل لاستخراج جنينها وسرقته"
للوهلة الأولى، وعند قراءة عنوان الخبر يتساءل القارئ عن مكان حدوث الجريمة؛ في أي محافظة أو مدينة أردنية، لأنَّ العنوان تعامل مع الخبر دون تحديد المكان كما لو كان شأنًا محليًا، خلافًا لما هو متعارف عليه بأن يكون عنوان المادة الخبرية معبرًا بدقة وأمانة عن المادة الصحفية المنشورة، وبيان مكان الحدث ومصدره سواء كان خارج المملكة أو داخلها، ليُظهر النص لاحقًا أنَّ الحادثة وقعت في ولاية تكساس الأمريكية.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، لاحظ أنَّ الوسيلة الإعلامية أدخلت القارئ منذ البداية في أجواء مشحونة عبر مخاطبته بشكل عاطفي بإطلاق أوصاف منفّرة تجاه السيدة التي ارتكبت الجريمة لدفعه نحو استكمال القراءة، متناسية وجوب الابتعاد عن الاثارة في نشر أخبار الجرائم، والالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي وحق الجمهور في الوصول للمعلومات بشكل دقيق.
وأغفلت الوسيلة الإعلامية ذكر مصدر الخبر ومكان نشره الأصلي، في حين أن الموضوعية تقتضي "عزو" المادة المنشورة إلى مصدرها.
وبما أن الصحافة مسؤولية اجتماعية، ورسالة وطنية، وأن تقدير المصلحة من النشر ومدى فائدة المعلومات المنشورة للجمهور جزء هام من إيصال الرسالة الإعلامية، تساءل (أكيد) عن القيمة الخبرية في التفاصيل المنشورة، فلم يجد حقًا ما هو مفيد على الرغم من التوسع غير المبرر في سرد الوقائع الجرمية.
لا بل إنَّ الوسيلة الإعلامية سعت لاستثمار أن طرفي القضية سيّدتان، وهو ما يمكن أن يشكل بالنسبة لها أداة لجذب اهتمام الجمهور، متناسية أن عليها عدم اللجوء إلى المبالغة في تغطية الأخبار وكتابة التقارير، وأنَّ للمرأة حق على الصحافة في عدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال بسبب الجنس أو المستوى الاجتماعي، وهو ما خالفته الوسيلة الإعلامية بنشرها لهذا الخبر.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني