مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في تغطيةِ أخبار جرائم واعتداءات

مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في تغطيةِ أخبار جرائم واعتداءات

  • 2020-06-21
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

ارتكبت وسائل إعلامٍ محليّة مخالفاتٍ مهنيَّة وأخلاقيّة جسيمة في نشر أخبار جرائم في دول عربيّة.

ورصد "أكيد" موادَّ عدّة في وسائل إعلام، منها مادّة تناولت جريمة "مروعة وغير مسبوقة" في دولةٍ عربيّةٍ، جاءت تحت عنوان: بالصور .. تجرد من كل مشاعر الأبوة .. أب .. يرمي بوحيده ذي العامين في بئر بسبب خلافات عائلية .. تفاصيل مروعة، ذُكِرَ فيها اسم مرتكب الجريمة وجنسيّته، وجنسيّة الابن الضحيّة، والأسلوب الجُرميّ، وأرفقت الوسيلة مع المادّة صورةً للطفل (الضحيّة) بعد فِعْل الجريمة، مُرتكِبَةً مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة تتمثَّل بإعادة نَشْر تفاصيل الجريمة.

ويعتذر "أكيد" عن وضع رابط الخبر حتى لا يُسهم بانتشار المخالفة المهنيّة المُرتَكَبة.

وأشارت وسيلة الإعلام في مَتْن الخبر إلى اعتماد معلوماتها على مصادِرَ محليّة، على الرَّغم من أنَّ الجريمة وقعت في دولة عربيّة، دون أن تعزوَ المادَّةَ إلى مصدرِها الأصليّ، إذ رَصَد "أكيد" المادّة الأصلية في الزاوية الخاصة بأخبار الدولة المقصودة في وسيلة إعلامٍ عربيّة.

ورصد "أكيد" مادة أخرى تحت عنوان:  تضرب زوجها بـ"حوض زرع"، ارتكبت فيها وسيلة الإعلام مخالفةً مهنيّةً متمثّلةً بذِكْر جنسيّة كلّ من طرفيّ الاعتداء، والاسلوب المُعتمَد، فيما تجاهَلَت الوسيلة المحليّة عزو المادة إلى مصدرها الأصلي.

أستاذ التشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة قال لـ "أكيد"، في تصريح سابق، إنّ نشر مقاطع مع الجريمة لا يضيف قيمة إخباريّة للمادّة، كما أنّ فِعْل النشر بحدّ ذاته يُشجّع على العنف أكثر من أن يكون وسيلة للتنفير من العنف أو الإشارة إليه كفَعل مُجَرَّم، مُبيّناً أنّ إعادة نشر المقاطع المصوَّرة "الفيديو أو الصور" لجرائم حدثت، يُشكِّل مخالفة أخلاقية تؤدي إلى استحداث أسلوبٍ جُرميّ جديد.

ويلفت "أكيد" إلى المعايير المهنية والقانونية التي تحكم قواعد النشر وإعادة النشر، وضرورة مراعاة كرامة الإنسان وذوي الضَّحايا، إضافةً إلى احترام قيم الأسرة والتعامل مع قضايا المرأة والطّفل وِفْقَ المعايير الأخلاقيّة والمهنيّة.

كما يُذكّر "أكيد" وسائل الإعلام بضرورة عزو المواد إلى مصادرها التزاماً بالمادة (ت/9) من ميثاق الشرف الصحفيّ؛ لتحقيق أقصى درجات الموضوعيّة في التغطية الصحفيّة.