أكيد-تناقلت وسائل إعلام محليّة، وصفحات مواقع تواصل اجتماعي، مقطعًا مصوّرًا، مأخوذًا من إحدى حلقات برنامج عربي موسمي، يتضمن المقطع تقديم مساعدات لأم وأطفالها الأيتام في الأردن، وهم في حالة ضَعف وفقر كبيرين، ورغم نُبل الهدف والغاية، إلا أنَّ هناك ممارسات فضلى كان يجب القيام بها قبل أن يتمَّ نشر الحالة لجمهور المتلقين.
ورصد "أكيد" الحلقة التي تمَّ نشرها على نطاق واسع عبر منصّات نشر علنية متعددة ووصل عدد المشاهدات خلال يوم واحد إلى مليون ونصف المليون مشاهدة، وتبين أنّ الهدف نبيل جدًا، ويحقّق الغاية من وسائل الإعلام بالوصول إلى الفئات المهمّشة والأكثر حاجة لإسماع صوتها، بيد أنَّ مخالفات مهنية وقعت بإظهار صور الأطفال وعدم تغطيتها، وهذا قد يسبّب لهم أذىً كبيرًا ووصمًا بعد أن يكبروا، فهذه المقاطع لن تُحذف بسهولة من الذَّاكرة.
وعند إخضاع المقطع المصوّر للمعايير المهنية عند تغطية مثل هذه الحالات فإنَّ الممارسة الفُضلى كانت تستوْجِب تغطية وجه الأم، وعدم ذكر اسمها، أو جنسيتها، بالإضافة إلى عدم نشر صور الأطفال والقيام بتغطيتها، حيث إنَّهم في حالات ضعف وانكسار شديدين، ويعتذر "أكيد" عن عدم وضع روابطها الخاصة حتى لا يُسهم بوصم الأطفال أكثر.
وقال الدكتور صخر الخصاونة أستاذ التَّشريعات الإعلامية والأخلاقيّات الصَّحفية ل"أكيد" إنَّ الممارسة الفضلى تقتضي عدم نشر صور الأطفال وهم في حالات ضعف ممّا قد يسبب لهم الوصم على المدى البعيد، حتى لو حصل المعدّ أو مذيع البرنامج على موافقتهم فهناك معايير أخلاقية وممارسات فضلى ينبغي الالتزام بها في مثل هذه التَّغطيات.
وأضاف إنَّ ظهور الأم إنْ كان بموافقتها فهذا يعفي المعدّ والمذيع من المسؤوليّة، لكن يبقى الالتزام بالممارسات الفضلى والتي تشير أيضًا إلى عدم ذكر اسم الأم والجنسيّة.
ونشر مرصد "أكيد" يوم 18 من حزيران عام 2017، تقريرًا بعنوان "نشر صور الفقراء والمحتاجين.. مخالفات اعلامية مستمرة رغم المواثيق"، وفيه اعتبرت وزارة التنمية الاجتماعية أنَّ نشر صور المساعدات يُخالف الميثاق الاخلاقي للعمل الاجتماعي الاردني الصادر عن عام 2009، وبعض التشريعات الاجتماعية النافذة كقانون الأحداث رقم 32 لسنة 2014، مطالبة المتبرعين عدم نشر صور متلقي تبرعاتهم لا سيّما على منصّات "فيس بوك" و"تويتر" و "انستغرام"؛ لما في ذلك من تعدٍّ "صارخ على كرامة متلقّي المساعدات".
وعاد "أكيد" بتاريخ 24 كانون الثَّاني من العام 2019، وأصدر تقريرًا بعنوان: " صور "كسوة الشتاء".. تعد جديد على خصوصية وكرامة الأطفال"، وفيه نشرت وسيلة إعلام محلية صور أطفال وهم يتلقون المساعدات من إحدى الجهات، وتبيّن أنَّ هذا انتهاك وتعدّ على خصوصيّة الأطفال من قبل وسائل الإعلام.
ونشر "أكيد" تقريرًا يوم 15 من كانون الثَّاني 2019، وحمل عنوان: "ممارسات إيجابية وأخرى سلبية في نقل الإعلام للقضايا الإنسانية"، وفيه التزمت وسائل إعلام بعدم إظهار صور الأطفال وهم في حالات ضعف، بينما لم تلتزم أخرى بذلك، وتمَّ تقديم نصائح للممارسات الفُضلى في مثل هذه التَّغطيات.
ويلفت "أكيد" إلى ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية عند القيام بمثل هذه التَّغطيات، والبحث عن الالتزام بالممارسات الفُضلى التي تخدم الهدف النَّبيل الذي تقوم به وسائل الإعلام والبرامج في الوصول إلى الفئات المهمّشة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني