"نشر الصّور دون الإشارة إلى مصدرها" .. مخالفة قانونيّة وأخلاقيّة

"نشر الصّور دون الإشارة إلى مصدرها" .. مخالفة قانونيّة وأخلاقيّة

  • 2020-03-08
  • 12

أكيد- دانا الإمام - تقع بعض المؤسّسات الإعلاميّة في أخطاء مهنيّة وأخلاقيّة عندما تنشر صوراً دون الإشارة إلى مصدرها، وهو ما يشكّل خرقاً لحقوق الملكيّة الفكريّة وميثاق الشّرف الصّحفيّ.

تتبّع "أكيد" مواقع إخباريّة محليّة، ووجد أنّ عدداً كبيراً منها تستخدم صوراً ترافق أخبارها دون الإشارة إلى مصدر الصّور، والتي قد تعود إلى مصوّر صحفيّ آخر يعمل لدى مؤسّسة زميلة، أو تكون منشورة لدى موقع إخباريّ التزم باشتراك ماديّ لتنزيل الصّورة واستخدامها.

وتُقدّم بعض المواقع المختصّة بالصّور خدمة تزويد مشتركيها بالصّور مقابل اشتراك ماديّ، إلاّ أنّ بعض المواقع الإخباريّة المحليّة تعيد نشر هذه الصّور من مواقع أخرى دفعت اشتراكات للحصول على الصّور بجودة عالية.

أستاذ التّشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات الصّحفيّة الدكتور صخر الخصاونة قال لـ "أكيد" إنّ التقاط الصّورة من قِبل المصوّر يعطي المصوّر الحقّ في حقوق المؤلّف (حقوق ملكيّة فكريّة)، وبالتّالي هذا الحق يمنح المصوّر حقّ التتبّع وحق دفع أيّ اعتداء على الصّور...".

وأضاف أنّ "الصّور الملتقطة للأماكن العامّة أو الملتقطة للمصوّر أيّا كانت، تتمتّع بحق المؤلّف، وهي محميّة بموجب قانون حقّ المؤلّف الأردنيّ كمصنّفٍ محميٍّ، وبالتالي لا يجوز نشرها أو إعادة نشرها أو استخدامها إلا بموافقة المصوّر".

يقول صلاح ملكاوي، وهو مصوِّر صحفيّ يعمل في موقع إلكترونيّ لقناة إخباريّة محليّة، إنّ الكثير من المؤسسات الإعلامية تعتبر الإنترنت والصّور المتوفّرة عليه فضاءاً مفتوحاً، وترى أنّ لها الحق في استخدام أيّة صور متوفرة على محرّكات البحث مثل "جوجل".

ويضيف أنّه عادة ما تقوم مواقع إخباريّة باستخدام صور قام هو بالتقاطها لمبانٍ، دون الإشارة إليه أو إلى المؤسسة التي يعمل تحت مظلّتها، ودون أخذ إذن مسبق منه. ومن الأمثلة على ذلك، صورة تشير إلى مبنى ديوان الخدمة المدنيّة، قامت مواقع إخباريّة عديدة باستخدامها في مناسبات مختلفة دون الإشارة إلى مصدرها، منها:

إعلان الكشف التنافسي لديوان الخدمة السبت

الناصر: أولوية التعيين لمن اقترب من سن 48

عمون تنشر مسودة معدل نظام الخدمة المدنية

اعلان هام صادر عن ديوان الخدمة المدنية لتعيين موظفين - أسماء

ويرى ملكاوي في استخدام الصّور دون نسبها إلى أصحابها "تعدّياً على الحقوق"، مضيفاً أنّ موقعاً إخباريّاً قام مرّة باستخدام صورة من صوره، ووضع ختمه على الصّورة.

وتختلف سياسة المؤسّسات الإعلاميّة بما يتعلّق بنشر الصّور، فبعضها يضع ختماً باسم المؤسسة الإعلاميّة وشعارهاعلى الصّور لمنع إعادة استخدامها، لكنّ البعض الآخر لا يتّبع هذه السّياسة.

المصوّر الصّحفي رعد العضايلة يؤيّد رأي الملكاوي ويرى في استخدام الصّور دون الإشارة إلى مصدرها "تعدّيا على حقوق المصوّر"، منوّها إلى أنّه كثيراً ما يتم إعادة استخدام صور التقطها، وبخاصّة لمسؤولين وأشخاص بارزين، أو لأحداث ذات قيمة إخبارية عالية، دون استئذان.

وحول إمكانيّة تشابه أماكن التّصوير وزواياه، يقول ملكاوي إنّ "أيّ مصوّر قادر على تمييز الصّور التي التقطها"، ويضيف أنّه بإمكان المصوّرين تمييز صورهم حتى من خلال تصفّح محرّك البحث الخاص بالصّور.

ويوضح الخصاونة أنّ القانون يحمي كيفيّة التقاط الصّورة، بمعنى أنّه قد يصوّرعدّة أشخاص مكاناً عاماً مثل البترا، لكن لكلّ منهم زاويته وتوقيته وتفاصيل خاصّة بصورته مشيراً إلى أنّ القانون يحمي هذه الصّور كملكيّة للمصوّرين.

كما أنّ المادة 6 من ميثاق الشّرف الصّحفي نصّت على "احترام الحقوق الأدبيّة للنّشر، والملكيّة الفكريّة، والاعتراف بحقوق الآخرين، وعدم اقتباس أي عمل من أعمال الآخرين أو زملاء المهنة دون الإشارة إلى مصدره".

ويدعو "أكيد" المؤسّسات الإعلاميّة إلى نسب الصّور إلى مصادرها لتجنّب خرق حقوق الملكيّة الفكريّة المنصوص عليها في حق المؤلّف الأردني، ويؤكّد على ضرورة الالتزام بميثاق الشّرف الصّحفيّ.