ترجمة بتصرّف: دانا الإمام -
تدور نقاشات في غرف أخبار المؤسّسات الإعلاميّة، باستمرار، حول كيفيّة تناول موضوعات الصحّة النفسيّة، وبخاصّة خلال تغطية قضايا الجرائم، أو تعاطي الممنوعات، أو الصدمات الناتجة عن أعمال عنف أو كوارث طبيعيّة مدمّرة.
وتسعى العديد من المؤسّسات الإعلاميّة إلى توسيع فهمها لموضوعات الصحّة النفسية وكيفيّة تغطيتها دون الوقوع في مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة، وبخاصّة في شهر أيّار، وهو شهر التوعية بالصحة النفسيّة، ممّا يعني زيادة عدد المخالفات الأخلاقيّة التي يرتكبها الصحفيّون، وترسيخ عدد من المعتقدات الخاطئة ونشر معلومات غير صحيحة تُضلّل المتلقين.
ويقع بعض الصحفيّين في أخطاء مهنيّة وأخلاقيّة خلال تغطيتهم لموضوعات الصحّة النفسيّة، أبرزها:
أوّلاً: تناول الأمراض النفسيّة، حصراً، على أنها دوافع لجرائم:
تشير دراسات تحليليّة لمواد إعلاميّة أنّ الأمراض النفسيّة غالباً ما ترد ضمن سياق العنف، بينما لا يحظى الحديث عن علاج هذه الأمراض بالأهميّة ذاتها، بالرغم من أنّ المصابين بالأمراض النفسيّة هم غالباً ضحايا للعنف وليسوا أشخاصاً يمارسون أعمالا عنيفة.
وهنا، يُقتَرَح إنتاج مواد إعلاميّة تتحدث عن قصص نجاح لأشخاص تلقّوا مساعدة وتغلّبوا على هذه الأمراض، إضافة إلى تضمين مصادر في قطاعات مختلفة كالتعليم، والاقتصاد، والرياضة، بحيث لا تقتصر المادة على المصادر الطبيّة فقط.
ثانيا: تضمين تشخيص للأمراض النفسيّة من مصادر غير مختصّة:
بالرغم من قرب أفراد عائلة المصاب بمرض نفسيّ من المريض واطّلاعهم على حالته، إلا أنّهم غير مؤهّلين للحديث عن الحالة الصحيّة للمريض بشكل دقيق، حتى وإن استخدموا مصطلحات طبيّة أثناء حديثهم إليك. المختصّون في الصحّة النفسيّة هم من لديهم معلومات دقيقة وموثوقة؛ يمكنك الاستعانة بهم. وللتأكّد من أهليّة مصدر يستخدم مصطلحات طبيّة، اسأله كيف يعرف أنّ المصطلح المستخدم هو الصحيح لوصف الحالة.
ثالثاً: استخدام مصادر في المواد الصحفيّة دون الحصول على موافقتهم:
لا يتلقّى الصحفيّون، دائماً، تدريباً كافياً للحكم إذا ما كان شخص ما مؤهّل بالدرجة الكافية لنسب أقواله إليه كمصدر.
عند الحديث مع شخص يعاني من أمراض نفسيّة، اسأل الأسئلة التالية حتى تتمكّن من تقدير إمكانيّة اعتماده كمصدر:
إذا كانت الإجابة "لا" على عدد من هذه الأسئلة، فمن الأفضل استبعاد هذا الشخص، والبحث عن آخر يمكن اعتماده كمصدر يروي قصّته.
ويمكن القول إنّ فهم الصحفيّ لهذه المحاذير المهنيّة والأخلاقيّة وإدراكه لخطورتها من شأنه المساعدة في تقديم معلومات صحيحة تخدم المتلقّين، وفي الوقت ذاته تجنيب الصحفيّ الوقوع في شرَك ترسيخ المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن الأمراض النفسيّة.
رابط المادة الأصليّة:
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني