ممارسات فُضلى لوسائل إعلام محليّة تُحوّل وفاة بائع خضار لقضيّة رأي عام

ممارسات فُضلى لوسائل إعلام محليّة تُحوّل وفاة بائع خضار لقضيّة رأي عام

  • 2020-02-01
  • 12

أكيد- حولَّت وسائل إعلام محليّة، قضية وفاة بائع خضار في محافظة إربد إلى قضيّة رأي عام، نتج عنها تصريح حكوميّ بإيجاد حلول؛ لأماكن بيعهم والتَّرحم على ما حدث للبائع.

ورصد "أكيد" عددًا من المواد الصَّحافيّة منذ بدء تغطية الحادثة، وكيفيّة تعامل وسائل الإعلام معها، وتبيّن أنَّ هذه الوسائل التزمت بنقل وجهات نظر الأطراف كافة، وعندما رفض أحدهم بالتصريح، ذكرت هذه الوسائل امتناع الطرف الآخر عن إبداء رأيه، ممّا جعل المواد الإخباريّة تحتوي عناصر التَّوازن، والحياد، والدِّقة.

وتتبّع "أكيد" المواد" التي نُشرت وحملت عناوين من بينها:

مصادرات “البسطة” ومضايقات الدائنين حاصرت أنس الجمرة .. فانتحر

شغب في إربد بعد انتحار شخص صادرت البلدية بسطته (صور)

بالصور .. استمرار أحداث الشغب في إربد عقب انتحار صاحب بسطة خضار

إربد .. شغب في شارع “بلاط الشهداء” وتواجد أمني حول مبنى البلدية بعد انتحار شاب / صور +فيديو

بالفيديو .. استمرار أحداث الشغب في إربد

وتناقلت صفحات ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" حادثة الوفاة، وحمّلت المسؤوليّة للحكومة وأذرعها العاملة في المحافظات والتي من بينها البلديات، ورصد "أكيد" حديث ناشطين عبر بثّ مباشر على هذه الصَّفحات، والتي لم يبرِّروا للمتوفّى طريقته بالتعامل مع ضغوط الحياة، وطالبوا بحلول عمليّة مُنصفة من قِبَل الحكومة.

وبعد يوم من النَّشر الإعلاميّ والتفاعل على وسائل النشر العلنية، غرَّد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزَّاز على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" حول هذه الحادثة، مُترحّمًا على بائع الخضار، وموجّهًا بتوفير أماكن مجانيّة أو بأسعار رمزيّة للبيع، وإن لم تتوفر الأرض فسيتم توفيرها من خزينة الدولة.

ونشرت وسائل الإعلام ما نشره الرزّاز تحت عناوين عدَّة من بينها: بعد انتحار صاحب بسطة .. الرزّاز يوجه باستحداث أسواق مجانية لأصحاب “البسطات”، بعد انتحار مالك بسطة .. الرزّاز يوجه لاستحداث أسواق للبسطات

 

وقدَّمت وسيلة إعلام مسموعة في برنامجها الصَّباحي توعية للمواطنين بأنَّ الانتحار ليس حلًا لمثل هذه المشاكل، وأنَّ هناك طرقًا عديدة قد يلجأ لها الإنسان للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية، بالإضافة إلى الحديث حول ظروف القضيّة كاملة.

وقال الدكتور صخر الخصاونة أستاذ التشريعات الإعلامية لـ "أكيد": إنَّ تغطية حوادث "الانتحار" يجب أن تتمّ بحذر شديد، وما حدث في قصّة بائع الخضار في إربد فإنَّ الوسائل الإعلاميّة تناولت قضيّته بعد وفاته ولم تقم بنشرها، وانّ هناك قضيّة مهمّة يجب الانتباه اليها، وهو ما أشّرت عليه وسائل الإعلام ولم تغفل الإشارة إلى التوعية بعدم ارتكاب مثل هذه الحوادث بسبب ضغوط الحياة اليوميّة.

ويلفت "أكيد" نظر وسائل الإعلام إلى أفضل الممارسات لتغطية حالات الانتحار بشكل مهني، والتي من شأنها تقليل العدوى الحقيقيّة، ومن أفضل الممارسات للكتابة عن حالات الانتحار هي، تضمين معلومات تحذيريّة عن هذه الظاهرة، وكتابة رسالة أمل نصُّها أنَّ التعافي أمر ممكن، في الواقع، ويتعافى معظم الأشخاص الذين يفكّرون في الانتحار، وبدلًا من ذكر ذلك بشكل مباشر فيمكن القول إنَّ الانتحار ليس نتيجة طبيعيّة أو منطقيّة للمشاكل.

ومن بين الممارسات أيضًا أن يتجنّب الإعلاميّ أو الناشر ذكر الأدوات التي استخدمت في ذلك، وأن يتمّ استخدام صورًا محايدة للأفراد، وتجنّب الصور التي تستدعي الحزن والكآبة، أو الصور التي يبدو فيها الشخص هادئًا؛ لأنها تحمل رسالة مفادها أنّ الانتحار سيوصلك إلى هذه الحالة من الهدوء والسكينة، ووصف مؤشرات الانتحار بدقة دون مبالغة، فقد تقول إنَّ معدلات الانتحار آخذة في الارتفاع بدلًا من وصفه بالارتفاع الدراماتيكي الهائل، واستخدم صيغة المبني للمجهول أو الفاعل غير المباشر، على الرغم من أننا عادة ما نتجنّب هذا في الكتابة الجيدة، إلا أنَّه في تغطية الانتحار، يساعدنا ذلك على التقليل من دور الفاعل.

وينصح  "أكيد" وسائل الإعلام بأن يتمّ تضمين التغطيات الصحفيّة اقتباسات ونصائح من خبراء منع الانتحار حول ما يكون مفيدًا للقارئ، وبشكل أكثر تحديدًا، "أعمال التدخّل والوقاية والعلاج"، واستخدام عبارات بديلة بحيث لا تحمل أيّ معنى أو دلالة تُشجّع على الانتحار، ولو بطريقة غير مباشرة.