أكيد- ارتكبت وسيلة إعلام مسموعة محليّة مخالفات مهنيّة، خلال برنامجها الصباحيّ، تمثلت بعدم التوازن، وإصدار الأحكام، واستخدام لغة التَّعميم.

ورصد "أكيد" في حلقة البرنامج الصَّباحيّ، والتي تجاوز وقتها الثَّلاث ساعات، صباح يوم 12 أيَّار 2020، قيام مُقدِّم البرنامج بإصدار أحكام على أطراف غائبة وغير موجودة في الحوار، واستخدام لغة التَّعميم، واتّهام الإجراءات الرَّسميّة بالعشوائيّة.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ مقدِّم البرنامج وخلال حديثه،  أصدر حكمًا على "رجل السّير" بقوله عند الثانية 50 من الدقيقة الرابعة من السّاعة الأولى من البرنامج "شرطي السير يعشق المخالفة"، وأطلق تعميمًا عند الثانية 27 من الدقيقة السادسة من الساعة الأولى بقوله إنَّ مصابًا بالكورونا "جاب وليمة للأردن كلها"، وعند الثَّانية صفر من الدقيقة 11 من الساعة الأولى أطلق حكمًا آخر بقوله "إنَّ الحكومة قائمة على التَّجريب شيلة بيلة".

وقال الاستاذ جواد العمري، المستشار والمدرب الإعلامي ل"أكيد": إنّ من أهم مبادئ الإعلام، الموضوعيّة والحياد، بمعنى أنَّ يتم تمثيل آراء الجهات المعنيّة كافة عند طرح أيِّة قضيّة، وألا يكون الإعلاميّ أو الصحفيّ داعمًا أو متبنيًا لأيِّ رأيِّ، بل ويتوجّب عليه عند غياب أيِّ طرف أن يطرح رأي الطَّرف الغائب بكلِّ نزاهة، معتمدًا على أيِّ رأيِ أو تبريرِ أو تصريحِ صدر عن هذا الطَّرف سابقًا، بمعنى أن يكون محاميًا للطَّرف الغائب.

وأضاف إن تبنِّي الصَّحفي لرأي أو موقف يجب ألا يظهر في المادة التي يُقدِّمها للجمهور، لأنَّ ذلك يُقلّل من موضوعيّته، ويوجّه الجمهور باتجاه الرأي الذي يتبنّاه هو، في حين أنَّ المهمة الأساسيّة للصَّحفي أو الإعلامي هي تقديم الحقائق المجرّدة التي تساعد المتلقّي على تشكيل رأيه الخاص.

ولفت إلى أنَّ ظاهرة التَّعميم هي من الخطايا التي يرتكبها الإعلاميّون عن قصد أو غير قصد، مع العلم أنَّ أضرارها في الحالتين متساوية، مشيراً إلى أنَّ لجوء الإعلامي إلى التَّهويل أو التَّضخيم، لا يختلف عن تبسيط وتهميش الأمور الخطيرة والقضايا الكبرى، فكلاهما يُعطي صورة مشوّهة عن الحقيقة.

ويلفت "أكيد" إلى ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعايير المهنية والقانونية التي تحكم هذا النوع من التغطيات والتي من أهمها: المهنيّة، والتوازن، وعدم إصدار الأحكام.