أكيد – آية الخوالدة
تُواصِل مواقع إخباريّة محليَة ارتكاب المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة في نشر أخبار الجرائم، آخرها بعنوان "سيدة تعذب ابن زوجها بطريقة وحشيّة وتجبره على أكل الأوساخ"، والتي يعتذر "أكيد" عن إيراد روابطها.
نشرت مواقع إخباريّة معلومات حول جريمة اعتداء على طفل وقعت في إحدى الدول العربيّة المجاورة، نقلاً عن الصفحة الرسميّة لوزارة الداخلية في تلك الدولة، وارتكبت مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في إيرادها تفاصيل قاسية ومؤلمة حول الحادثة، وذِكر جنسيّة مرتكب الاعتداء، وإرفاقها الخبر بصورة واضحة ومسيئة للطفل خلال تعرّضه للإيذاء.
وعمدت إحدى المواقع إلى الإثارة والتهويل في العنوان، حيث عنونت الخبر "بالصور، سيّدة تعذب ابن زوجها وتُجبره على أكل الأوساخ بعد تربيطه ودهنه بـ"مربى المشمش" في الشمس".
والأصل، وفقاً للمعايير المهنيّة والأخلاقيّات الصحفيّة، أن تلتزم الوسائل الإعلاميّة بتقديم المصلحة العامة ونشر الأخبار ذات القيمة الإخباريّة، إذ إنّ نشر أخبار هذه الجرائم وإيراد التفاصيل لا يحمل أيّة قيمة خبريّة، وإنَّما يدعو إلى العنف ويسيء إلى قيم المجتمع الأردنيّ.
كما أنّ نشر صور الأطفال خلال تعرّضهم للإيذاء والاعتداء على كرامتهم وخصوصيّة حياتهم، من المخالفات الصريحة الواردة في ميثاق الشرف الصحفيّ، إذ تنصّ المادة 14 على: "يلتزم الصحفيّون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسيّة المتمثلة بالرعاية والحماية، ويراعون عدم مقابلة الأطفال، أو التقاط صور لهم، دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم، كما لا يجوز نشر ما يُسيء إليهم أو لعائلاتهم، خصوصاً في حالات الإساءة الجنسيّة سواء كانوا ضحايا أو شهوداً، ويلتزمون برعاية حقوق الفئات الأقلّ حظاً وذوي الاحتياجات الخاصة".
بدوره، أكّد الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ التشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات في حديث سابق لـ "أكيد"، أنّ قواعد النَّشر وإعادة النشر في العمل الصحفيّ محكومة بضرورة مراعاة كرامة الإنسان والأطفال الضَّحايا.
ويشير الخصاونة إلى أنَّ الأصل في نشر أخبار الجرائم ألا تُسهم في نشر الأساليب الجُرميّة المرتكبة، والتي من شأنها أن تُعلِّم الناس أسلوبًا جُرميًا جديدًا.
ويلفت "أكيد" إلى المعايير المهنيّة والقانونيّة التي تحكم مثل هذه التغطيات، والتي من بينها، كبح تصوير الأنشطة الموجّهة ضد المجتمع، وعدم إظهار تفصيلات أعمال القسوة، والضعف الجسديّ، والتعذيب، والإساءة، وعدم نشر أو بثّ مضامين تدعو أو تُحرِّض على العنف أو نشر الجريمة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني