أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام
في شهر كانون الثّاني من عام 2020، كانت المّرة الأولى التي تسمع بها "كولينا كولتاي" عن فيروس "كورونا" ليس عبر الصّحف أو التلفاز، وإنّما عبر مجموعة على منصّة "فيسبوك" تُعارض تلقّي لقاحات لشتّى الأمراض.
تقول "كولتاي": "كان أعضاء المجموعة ينشرون قصصاً عن ظهور مرض جديد في الصّين ويتوقّعون انتشاره سريعاً إلى مختلف أنحاء العالم". في ذلك الوقت، كان الحديث عن "الفيروس" في الولايات المتّحدة قد بدأ للتّو، لكنّ المُعارضين لتلقّي اللقاحات كانوا أكثر اهتماماً بتطوّرات انتشار الفيروس بالمُجمل؛ إذ توقّعوا أن يستوجب المرض تطوير لقاح ما قد "يُفرض" عليهم.
طبيعة عمل "كولتاي" كباحثة في مركز توعية المجتمع التّابع لجامعة واشنطن جعلتها ضليعة بنظريّات المؤامرة حول لقاح فيروس "كورونا"، كما لاحظت من خلال عملها تزايد نشاط الحملات المُناهِضة لتلقّي اللقاحات على منصّة "فيسبوك" منذ عام 2015.
ومع اتّساع انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ، خرجت المعلومات المغلوطة عن اللقاحات من النّطاق المحدود لهذه المجموعات إلى فضاء رحب على منصّات التّواصل الاجتماعيّ وخارجها.
تقول "كولتاي": "هناك الكثير ممّا لا نعرفه، كما أنّ حالة عدم اليقين التي نعيشها تجعلنا أكثر عُرضة للتّعامُل مع معلومات مغلوطة نسعى من خلالها لمواجهة هذا الشّعور بالضّبابيّة".
ويُلاحَظ أنّ المعلومات المغلوطة ازدادت بشكل كبير وانتشرت في كلّ مكان؛ نظراً لكثرة التّساؤلات عن لقاحات فيروس "كورونا" بالطّريقة ذاتها التي انتشرت فيها معلومات مغلوطة عن ارتداء الكمامات مثلاً. ومن أكثر المعلومات المغلوطة انتشاراً عن لقاح "كورونا" هو أنّه سيتمّ من خلاله تعقّب متلقّيه أو السّيطرة عليهم.
وتكمن خطورة انتشار معلومات مغلوطة عن لقاح "كورونا" في أنّ هذه المزاعم التي تنتشر بسرعة عبر منصّات التّواصل الاجتماعيّ تُقوّض جهود تحسين الصحّة العامّة. ووِفقاً للدكتور "آنتوني فاوتشي"، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتّحدة، هناك حاجة لإعطاء المطعوم لـ 75 إلى 85 بالمئة من الأفراد حتّى يتمّ القضاء على فيروس "كورونا"، وهو ما سيتيح المجال للاقتصاد بالتّعافي لاحقاً والعودة إلى الحياة الطّبيعيّة.
ويصف عمران أحمد، رئيس مركز مواجهة الكراهية عبر الإنترنت، وهو إحدى الجهات غير الربحيّة، موجة انتشار المعلومات المغلوطة عن فيروس "كورونا" بأنّها "جائحة قويّة موازية للجائحة الحقيقيّة".
في هذا الإطار، أشار استبيان أُجري خلال صيف عام 2020 إلى أنّ الأشخاص الذين يعتمدون على منصّات التّواصل الاجتماعيّ للحصول على معلومات عن الجائحة في الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة كانوا أقلّ ميلاً للموافقة على تلقّي لقاح "كورونا" مقارنةّ بمن يستقون الأخبار من وسائل الإعلام التّقليديّة.
منصّات التواصل الاجتماعيّ أصبحت أكثر وعياً لانتشار معلومات مغلوطة عن لقاحات فيروس "كورونا" من خلالها، ولذلك اتّخذت جملة من الإجراءات ونفّذت عدّة حملات لمواجهة انتشار هذا المحتوى المُضلّل.
المصدر: npr.org
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني