الأفاعي .. وسائل إعلام تُسهم بنقل معلومات مغلوطة وتستعين بالهواة عوضًا عن الخبراء

الأفاعي .. وسائل إعلام تُسهم بنقل معلومات مغلوطة وتستعين بالهواة عوضًا عن الخبراء

  • 2023-06-25
  • 12

عمّان 25 حزيران(أكيد)- سوسن أبو السُّندس- تناقلت وسائل إعلام محلية معلومات حول سُميّة الأفاعي، وتفاصيل أخرى حول أنواعها وطبيعة انتشارها في مناطق مختلفة. ويُحظى هذا الموضوع بتغطية إخبارية موسّعة نتيجة بدء فصل الصيف الذي يشهد انتشارًا للأفاعي، فيما رُصدت إصابات عدّة منذ مطلع العام.

يسعى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في هذا التقرير إلى الوقوف على المعطيات الصحيحة حول الأفاعي، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تجنّب المخاطر والحفاظ على السلامة، خصوصًا مع انتشار بعض الآراء المغلوطة في وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وعلى ذلك، صمّم (أكيد) عينة لمعرفة اتجاهات التغطية الصحفية، وجاء بنتيجة الرصد أنّ 86 بالمئة من المواد المرصودة تنقل أخبار اللّدغ باللجوء إلى ما يسمى بـ "خبراء الافاعي"، وهم في الغالب هواة، لديهم معرفة بالأفاعي لتعاملهم الدائم معها، ويلجأ إليهم بعض المواطنين للقبض على أفعى إن شوهدت في محيط قريب.

غير أنّ انتشار هذا الوصف لكل هاوٍ، له تأثيرات سلبية عديدة، أهمّها التقليل من شأن المصطلح إذا ما استُخدم بشكل عشوائي ومتكرر دون وجود دليل على امتلاك الشخص للمعرفة الخاصة، كما أنه يثير ارتباك جمهور المتلقين، إذ يصعب التمييز بعدها بين من هو الخبير الحقيقي ومن ليس كذلك، وقد يتسبّب بعضهم بتقديم معلومات ونصائح تُسبب الضرر لأنها قُدمت من شخص غير مختص أو مؤهل، وهذا ما رُصد في بعض التقارير، فهناك محاولات لدى "الخبراء" لتقديم معلومات طبية للأشخاص الذين تعرضوا للّدغ، لهذا يتعيّن أن يُستخدم مصطلح "خبير" بحذر ودقّة، وعدم اعتبار أيّ شخص خبيرًا في المجال إلا إذا امتلك المعرفة والخبرة اللازمة والمدعومة بالأدلة والوثائق في المجال المعني.

 

كما جاء في نتيجة الرصد أنّ 14 بالمئة من المواد المرصودة تقدم ممارسات فضلى في التوعيّة، وتدعو الناس للحذر عند التجول في مناطق حرجية أو مليئة بالأعشاب، وتشير إلى ثقافة العداء للأفاعي التي تحرّض الناس على قتل أي أفعى يرونها، مع أن هذا السلوك العشوائي يقضي على النوعيات غير السميّة، وهذا يُحدث خللًا في النظام البيئي.

وبعد الاطّلاع على التقارير الصحفية المرصودة، كان لا بد من عرض مجموعة من المعلومات المغلوطة التي انتشرت بين عامة الناس وتصحيحها بناء على دراسات بحثية بدلًا من الاعتماد على فرضيات غير مدعومة علميًا.

- فليست كل الأفاعي سامّة،  فهناك العديد من الأفاعي لا تملك سمًا ولا تشكل أي خطر على الإنسان، وحتى الأنواع التي تمتلك سمًا، فإن درجة سميّتها  تختلف من نوع  إلى آخر، ويعتمد ذلك على عدة عوامل، بما في فيها نوع الأفعى وموقع اللّدغة وكميّة السّم التي تُحقن في الضّحيّة. [1]

- تقضي معظم الأفاعي فصل الشتاء بنمط حياةٍ غير نشط، إلا أنّ بعض الأنواع تقضيه في سُباتٍ عميق، وتحديدًا في المناطق التي تتعرض لدرجات حرارة منخفضة جدًا خلال فصل الشتاء. ويعتمد البيات الشتوي على مدى قدرة الأفاعي على تحمّل درجات الحرارة المنخفضة والتّكيّف مع الظروف القاسية التي تصاحب فصل الشّتاء.[2]

- يتواجد سم الأفاعي في الغدد السّامة الموجودة في فكّيها، وتستخدم الأفاعي السّمّ للدفاع عن نفسها. يتكون السّمّ من مزيج معقد من البروتينات والإنزيمات والسموم الأخرى، ويختلف تركيب السّمّ وتأثيره من نوع إلى آخر.

- لا تفرّغ الأفاعي السّم بشكل تلقائي عند لدغها الأشخاص، لكنّ السّمّ يُحقن في الجسم عن طريق أنياب الأفعى التي تدخل الجسم خلال اللّدغة. ومن الجدير بالذكر أن الأفاعي السّامة تستخدم السّمّ للدفاع عن النفس والصّيد، وليس للهجوم على البشر بشكل عام. وعندما تشعر الأفعى بالتهديد، فإنها قد تهاجم الشّخص الذي يقترب منها أو تلدغه في محاولة للدفاع عن نفسها، وعادة ما تعتبر اللدغة الأولى لدغة تحذيريّة  خالية من السم إلا إذا حاول الشّخص قتلها أو القبض عليها.

- لا تعالج جميع اللدغات بالأمصال إلا إذا كانت الأفعى سامة، لأنّ الأمصال المضادّة للسّمّ تكون علاجًا فعالًا لمنع انتشار السّمّ في الجسم وتخفيف آثاره، أما الأفاعي غير السّامة، فإن العلاج الأساسي للدغتها يتمثّل في تطهير الجرح وتطبيق الإسعافات الأوليّة اللّازمة لتخفيف الألم والتّورّم والتّهيّج.

- لا يعتبر شفط السّمّ أو شدّ منطقة الجرح من الإسعافات الأوليّة، فهذه معلومة مغلوطة وليست من الإجراءات الصحيحة في حال التعرض للدغ، بل من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة. ولا يصح وضع الثلج أو الكمّادات الباردة على المنطقة المصابة.

ومن الجدير بالذكر أنه عند تعرض شخص للدغة أفعى، يجب اتّباع الإسعافات الأولية الصحيحة لتقليل الأضرار والتأثيرات السلبية على صحة المصاب. وتتمثل الإسعافات الأولية الصحيحة، وأهمها الاتصال بالخدمات الطبية الطارئة بأسرع وقت ممكن، بالحفاظ على الهدوء وتهدئة المصاب وعدم القيام بأي نشاط يزيد من ضربات القلب أو تدفّق الدّم في الجسم.