موّاد إعلامية ضخّمت حادثة مشاجرة داخل مسجد وأخرجتها عن سياقها

موّاد إعلامية ضخّمت حادثة مشاجرة داخل مسجد وأخرجتها عن سياقها

  • 2025-03-21
  • 12

عمّان 20 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- شهدت إحدى مناطق عمّان مشاجرة داخل مسجد مساء 14 آذار، وانتشرت فيديوهات الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي كالنّار في الهشيم. وقبل صدور بيان الأمن العام، بدأت وسائل إعلامية بنشر فيديوهات الحادثة، وتبنّت وجهة نظر الإمام الذي ظهر في أحد الفيديوهات، ما أسهم في تصاعد الجدل وإثارة ردود أفعال متباينة، بعضها اتّجه نحو خطاب الكراهية والتأجيج، خاصةً بعد ذكر اسم عشيرة أردنية في سياق الحادثة.

استغلّت وسائل إعلام الحادثة لجذب المشاهدات، وبدأت تستخدم عناوين تثير فضول القراء. ومن ذلك أن وسيلة إعلامية من أوائل الوسائل التي نشرت الخبر، استخدمت عنوان "الأردن: مسلّحون بالعصي والأمواس يعتدون على مصلّين ويخلعون حجاب المصلّيات ويهتفون يا صوفيّة يا كفرة"، وبدأت وسائل أخرى بنقل الخبر عنها، واستخدمت العنوان نفسه.

رصد (أكيد) العديد من العناوين الأخرى التي كان لها دور كبير في انتشار إشاعة أن الاعتداء على المصلّين في المسجد كان بسبب توجّهات تنظيمية، من هذه العناوين: "ما حقيقة اقتحام ملثّمين لمسجد في منطقة البنيّات والاعتداء على المصلين ذكورًا ونساء"، و"الاعتداء على مصلّين خلال التراويح". 

أوضحت مديرية الأمن العام في بيان رسمي أن المشاجرة كانت بسبب مشادّة كلامية داخل المسجد بين الإمام وأحد المصلين، وأنها تطوّرت إلى اشتباك بالأيدي، وسرعان ما تصاعد الموقف عندما تدخل أبناء المصلي، ما أدى إلى حالة من الفوضى داخل المسجد. وبعد بيان الأمن العام، عدّلت بعض الوسائل عناوينها، بينما لم تبذل وسائل أخرى أي جهد لتعديل العناوين التي تسبّبت بنشر الإشاعات.

 نقلت وسائل إعلامية بيان الأمن العام، كما نقلت بيان اعتذار الإمام للعشيرة التي ذُكر اسمها في سياق الحادثة، الأمر الذي أسهم في تهدئة الأوضاع وإنهاء الجدل الدائر حول الحادثة، وتم التأكيد على أن الأمر لا علاقة له بأي تنظيمات سياسية أو دينية، وهذا يبرز أهمية التّحقّق من المعلومات، وعدم الاعتماد فقط على المواد المتداولة في منصّات التواصل الاجتماعي، خاصة في القضايا الحسّاسة. [1]

ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى التّحلي بالمسؤولية وانتظار التوضيحات الرسمية في القضايا الحساسة قبل نشر أي خبر قد يؤثر على النسيج الاجتماعي ويتسبب بحالة فوضى، وعدم استخدام عناوين قد تؤدي إلى تضخيم قصص كهذه وربما خروجها عن سياقها الحقيقي.