مخالفات عديدة بخبر اعتداء جماعي على طفل في مدرسته

مخالفات عديدة بخبر اعتداء جماعي على طفل في مدرسته

  • 2025-03-16
  • 12

عمّان 16 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا عن اعتداء أكثر من عشرة طلاب على طفل يبلغ من العمر 11 سنة، داخل صفّه الدراسي، وعنونت الخبر بـ "اعتداء جماعي على طفل في الزرقاء.. ووالداه من ذوي الإعاقة السمعية يطالبان بمحاسبة المسؤولين"، وأرفقت مع الخبر صورة الطّفل الذي تمّ الاعتداء عليه.

ذكر الخبر اسم الطّفل الصّريح، واسم مدرسته وموقعها، كما ذكر السيرة المرضية للوالدين بطريقة تنتهك خصوصية الأسرة. وتجاهلت الوسيلة أنّه بذكر هذه التفاصيل، سيبقى الخبر متاحًا على الشّبكة العنكبوتية لمدة زمنية غير محددة، ويمكن العودة إليه  في أي وقت، وهذا قد يسبّب صدمة نفسية ووصمة اجتماعية تلاحق الطّفل والوالدين لفترة طويلة من الزّمن. ولذا يتحفظ (أكيد) عن نشر اسم الطّفل وصورته كي لا يُسهم بمزيد من الترويج لهما.

يُذكّر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ إرفاق صورة للطّفل وهو مصاب وبحالة ضعف إنساني مع الخبر مخالفة صريحة لأخلاقيات مهنة الصحافة، وللمادة (16) من اتّفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، التي تنص على حق كل طفل بالتمتع بالخصوصية. كما يُشكل ذلك مخالفة للمادة (14) من ميثاق الشرف الصحفي، والتي تؤكد على مراعاة الصّحفيّين عدم مقابلة الأطفال أو التقاط صور لهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى تعرضهم لضرر نفسي ومعنوي. [1] [2]

يُذكر أنّ سرد القصة في الخبر، قد جاء بطريقة بعيدة عن التناول الصحفي المهني، حيث لم يلتزم بمعيار التوازن، واعتمدت المعلومات المذكورة على رأي الطّفل وأسرته دون العودة إلى المدرسة، أو إلى وزارة التربية للحصول على تفاصيل القصة كاملة، ولمعرفة الإجراءات التي اتّخذت بهذا الخصوص.

ويؤكد (أكيد) أن الموادّ الصّحفية التي تتناول العنف المدرسي، يجب أن تتّسم بالتوازن، وأن تبتعد عن ذكر اسم المدرسة وموقعها حتى لا يتم تنميط المنطقة أو المدرسة، ويجب ذكر  الإجراءات المتّخذة من عقوبات وغيره، كي تُسهم المادّة الصّحفية في توعية الطّلبة بوجوب الابتعاد عن ممارسة العنف، وجعل المدارس بيئة آمنة.

ويشدّد (أكيد) على أنه يجب احترام كرامة كل طفل وحقوقه في جميع الظروف، وعدم نشر قصة صحفية أو صورة قد تعرّض الطّفل أو أشقّاءه أو أقرانه للخطر، أو تتسبّب بوصمة اجتماعية أو نفسية لأسر الضحايا، ومراعاة المصلحة الفضلى لهم.